بدأت في العاصمة القطرية، الدوحة اليوم السبت، فعاليات الدورة الثالثة لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية؛ والذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة عدد كبير من الباحثين والمشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا.
وفي كلمته التي افتتح بها أعمال المنتدى، قال المدير العام للمركز العربي الدكتور عزمي بشارة: "يحمل هذا المنتدى أهمية كبيرة من حيث موضوعه ومحتواه، والذي بات من أهم الملتقيات البحثية في مجال دراسات الخليج والجزيرة العربية"، مضيفاً أن "السر في ذلك، الدعم غير المشروط من البلد المضيف والذي لا يتدخل أبدا بحريتنا الأكاديمية، ولأن المركز هو للعرب والباحثين في كل مكان".
وأشار إلى أن "المركز العربي للأبحاث كمركز أبحاث أكاديمي يضمن أن تجرى الأبحاث بموضوعية تامة دون تدخل"، لافتا الى أن "المركز يعقد 6 مؤتمرات سنويا يستضيف خلالها نحو 1000 باحث وباحثة".
وشدّد بشارة في اللقاء الأول الذي يجمع الباحثين من دول الخليج العربية والباحثين الأتراك، على أهمية التباحث في شؤون الإقليم، وقال إن "باكورة هذا التعاون بين الطرفين ستكون فاتحة للمستقبل".
من جهته، قال رئيس مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا"، برهان الدين دوران، إن "هناك حقائق جديدة تجرى في السياسة العالمية وهذا يُوجب على الجميع تغيير سياستهم الخارجية خصوصاً مع صعود اليمين المتطرف وتزايد الحملات ضد اللاجئين؛ وما يعرف بحملات الإسلام فوبيا".
وأضاف أن "منطقة الشرق الأوسط أول المناطق التي تقع تحت تلك التغييرات الجديدة"، مشيراً إلى أن "التحالفات التقليدية تراجعت؛ وأن التحالف الأميركي الإيراني، لم يكن متصوراً مثلاً"، معتبراً في نفس الوقت أن "العلاقات التركية القطرية تعد نموذجاً جديداً في التعاون المثالي في كل المجالات".
كما تطرق دوران إلى الأحداث التركية أثناء وما بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/تموز الماضي، مشيراً إلى أن "الوعي العام الذي أظهره الشعب التركي أكد انه يدرك مدى خطر الانقلاب وخوفه من مصير دول في المنطقة كسورية وليبيا".
ويتناول المنتدى في دورته الثالثة لهذا العام قضايا "التنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (قضية داخلية)، وتحديات البيئة الإقليمية والدولية (قضية خارجية)". كما يتناول استراتيجيات التنويع الاقتصادي وقضاياه في دول مجلس التعاون بوصفها محورًا مركزيًا في ملتقى هذا العام فيما يجري تناول قضايا مختلفة في محور تحديات البيئة الخارجية.
وخصص المنتدى جلساته في اليوم الأول، للعلاقات التركية الخليجية؛ والتي تناقش واقع العلاقات التركية الخليجية واتجاهاتها المستقبلية؛ والعلاقات الاقتصادية؛ وقضايا الأمن والتحديات الإقليمية. وينظم المركز العربي المنتدى بالتعاون مع مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تركيا "سيتا".
وخلص المتداخلون في الجلسة الأولى الى ضرورة تحسين العلاقات وتطوير التعاون بينهما وبين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا، وخصوصاً أن الطرفين يتعرضان الى تهديد وجودي، وفق الباحث عبد الله الشمري.
وقال الشمري "ليس سرًا أن التهديدات المشتركة أصبحت هي العامل المؤثر في تقريب العلاقات الخليجية التركية، بدلًا من المصالح المشتركة".
بدوره، لفت الباحث محيي الدين أتامان في مداخلته، الى تغير أولويات الإدارة الأميركية، وقال "بدأت الولايات المتحدة مؤخرًا بتجاهل مواقف تركيا ودول الخليج، وهو ما يوجب علينا أن نجمع قوانا ونقلل من الاعتماد على الغرب"، محذراً في الوقت نفسه من التوسع الإيراني في المنطقة الذي قال إنه "يشكل خطرًا مباشرًا على السلامة الإقليمية والاستقلال السياسي لمعظم دول المنطقة".
وعرض الباحث الدكتور محمد المسفر، مراحل تطور العلاقات القطرية التركية، وقال إن قطر أول دولة خليجية توقع مع تركيا اتفاقية أمنية، مضيفاً أن العلاقات التركية القطرية تشهد أفضل حالاتها في التنسيق السياسي والعلاقات القطرية التركية تقوم على مبدأ الانسجام والتكامل.