المصابون بالسرطان بأكثرهم، يتوجّسون من العلاج الكيميائي، خصوصاً آثاره الجانبية وتداعياته. تلك لا تبدأ بالغثيان والتقيؤ وتساقط شعر المريض الخاضع للعلاج وتنميل أطرافه وخدرها، مروراً بالتعب والمشاكل المحتملة في التنفس ولا تنتهي مع تضرّر الخلايا السليمة أيضاً وانخفاض كريات الدم الحمراء والبيضاء وكذلك الصفائح. لكن الأطباء من ذوي الاختصاص يلفتون اليوم إلى أن ثمّة أملاً بعلاجات كيميائية من دون آثار جانبية، بنسبة 90 في المائة.
ليلي رفول (40 عاماً) مصابة بسرطان الرحم، تحكي عن معاناتها مع العلاج الكيميائي. كانت تطلق على تلك الفترة "مرحلة اليأس"، فخلالها "كنت أشعر بتوعّك صحي كلما خضعت لجلسة كيماوي. توعّك لا يوصف". لكنها وكمن يريد وضع تلك المرحلة خلفه، تقول: "بفضل الدعم العائلي ومساندة الطبيب في المتابعة المستمرة تجاوزت أصعب مراحل حياتي. كان هاجس الموت أقرب إليّ من الحياة". تضيف: "أما اليوم فقد بلغت مرحلة متقدمة من العلاج وتخطيت أوجاعي تلك".
من جهتها، عايدة (50 عاماً) مصابة بسرطان الثدي، تحكي عن معاناتها وعلاجها وآلامها، خصوصاً عند تعرّضها للعلاج الكيميائي. تقول: "في البداية، عندما أعلمني الطبيب بأنني أمام استحقاق علاجي جديد، خفت من العلاج الكيميائي، وشعرت بانهيار نفسي وبأن الموت قريب. ورحت أفكّر كيف أنني سأفقد شعري وفي أي حالة سأكون". تضيف: "شعرت بأن أنوثتي قد اهتزت، ليس فقط لأنني خضعت لاستئصال الثدي، بل أيضاً لتغيّر شكلي الخارجي، سواءً تساقط الشعر أو نحول الجسم. لكن في وقت لاحق، أتى دعم الطبيب لي، لا سيما بعدما وصف لي علاجات داعمة بالتزامن مع العلاج الكيميائي". وتقول: "اليوم، تجاوزت المرحلة الصعبة بأمان".
بلا أعراض جانبية
في هذا السياق، يوضح الطبيب المتخصص في الأمراض السرطانية الدكتور جوزف قطان أن "العلاج الكيميائي هو واحد من الأسلحة العلاجية المتعددة للسرطان، كالجراحة والعلاج المهدّف وذلك المناعي والهورموني أيضاً". ويؤكد لـ"العربي الجديد" أن "منذ عام 1973 ولغاية عام 2000، سجّل العلاج الكيميائي خطوة متقدمة مع أدوية علاجية داعمة تخفف العبء عن كاهل المرضى". ويشرح أن "الأعراض الجانبية من قبيل ارتفاع الحرارة والهبوط في الكريات الحمراء وتساقط الشعر وكذلك تنميل اليدين والرجلين والغثيان والتقيؤ، خفّت. وبات المريض اليوم أكثر ارتياحاً من قبل". يضيف: "يمكن القول إن نسبة التحسن خلال 30 عاماً وصلت إلى 90 في المائة، بعدما كان المريض يعاني ما يعانيه من آثار جانبية للعلاج الكيميائي".
ويأسف قطان لأنه "على الرغم من التقدم الذي بلغناه، ما زالت الصورة القاتمة عن العلاج الكيميائي عالقة في أذهان الناس، ونحن غير قادرين على نزعها. ويعود ذلك إلى أن العلاج الكيميائي ليس ذكياً، أي أنه يستهدف الخلية السرطانية وتلك السليمة في آن واحد. وهو ما يؤدي بالتالي إلى التقيؤ والدوار وتساقط الشعر وغير ذلك". لكنه يؤكد على أن "الأهم في هذا كله هو أن على المصابين بالسرطان ألا يشعروا بإحباط نفسي، إذ إننا تخطينا أشواطاً في العلاجات المهدّفة، من دون أي أعراض جانبية تذكر".
إيجابيات أكثر من السلبيات
من جهته، يوضح الاختصاصي في علاج الأشعة الدكتور نزيه غاريوس أنه "على الرغم من كل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر التقدّم العلاجي الذي توصّلنا إليه، إذ إن 90 في المائة من مرضى السرطان محصنون من التداعيات الجانبية للعلاج الكيميائي في ظل التطور الدوائي للحد من الأعراض وقساوتها". يضيف لـ"العربي الجديد": "ويبقى 10 في المائة من المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي ولا يستطيعون تحمّله، خصوصاً ذوي المناعة الضعيفة. وهنا تكمن أهمية اختيار العلاجات اللازمة من قبل الطبيب المتابع، للحدّ من المضاعفات".
اقرأ أيضاً: السرطان المخيف.. نقاومه بالعلاج والتفاؤل
ليلي رفول (40 عاماً) مصابة بسرطان الرحم، تحكي عن معاناتها مع العلاج الكيميائي. كانت تطلق على تلك الفترة "مرحلة اليأس"، فخلالها "كنت أشعر بتوعّك صحي كلما خضعت لجلسة كيماوي. توعّك لا يوصف". لكنها وكمن يريد وضع تلك المرحلة خلفه، تقول: "بفضل الدعم العائلي ومساندة الطبيب في المتابعة المستمرة تجاوزت أصعب مراحل حياتي. كان هاجس الموت أقرب إليّ من الحياة". تضيف: "أما اليوم فقد بلغت مرحلة متقدمة من العلاج وتخطيت أوجاعي تلك".
من جهتها، عايدة (50 عاماً) مصابة بسرطان الثدي، تحكي عن معاناتها وعلاجها وآلامها، خصوصاً عند تعرّضها للعلاج الكيميائي. تقول: "في البداية، عندما أعلمني الطبيب بأنني أمام استحقاق علاجي جديد، خفت من العلاج الكيميائي، وشعرت بانهيار نفسي وبأن الموت قريب. ورحت أفكّر كيف أنني سأفقد شعري وفي أي حالة سأكون". تضيف: "شعرت بأن أنوثتي قد اهتزت، ليس فقط لأنني خضعت لاستئصال الثدي، بل أيضاً لتغيّر شكلي الخارجي، سواءً تساقط الشعر أو نحول الجسم. لكن في وقت لاحق، أتى دعم الطبيب لي، لا سيما بعدما وصف لي علاجات داعمة بالتزامن مع العلاج الكيميائي". وتقول: "اليوم، تجاوزت المرحلة الصعبة بأمان".
بلا أعراض جانبية
في هذا السياق، يوضح الطبيب المتخصص في الأمراض السرطانية الدكتور جوزف قطان أن "العلاج الكيميائي هو واحد من الأسلحة العلاجية المتعددة للسرطان، كالجراحة والعلاج المهدّف وذلك المناعي والهورموني أيضاً". ويؤكد لـ"العربي الجديد" أن "منذ عام 1973 ولغاية عام 2000، سجّل العلاج الكيميائي خطوة متقدمة مع أدوية علاجية داعمة تخفف العبء عن كاهل المرضى". ويشرح أن "الأعراض الجانبية من قبيل ارتفاع الحرارة والهبوط في الكريات الحمراء وتساقط الشعر وكذلك تنميل اليدين والرجلين والغثيان والتقيؤ، خفّت. وبات المريض اليوم أكثر ارتياحاً من قبل". يضيف: "يمكن القول إن نسبة التحسن خلال 30 عاماً وصلت إلى 90 في المائة، بعدما كان المريض يعاني ما يعانيه من آثار جانبية للعلاج الكيميائي".
ويأسف قطان لأنه "على الرغم من التقدم الذي بلغناه، ما زالت الصورة القاتمة عن العلاج الكيميائي عالقة في أذهان الناس، ونحن غير قادرين على نزعها. ويعود ذلك إلى أن العلاج الكيميائي ليس ذكياً، أي أنه يستهدف الخلية السرطانية وتلك السليمة في آن واحد. وهو ما يؤدي بالتالي إلى التقيؤ والدوار وتساقط الشعر وغير ذلك". لكنه يؤكد على أن "الأهم في هذا كله هو أن على المصابين بالسرطان ألا يشعروا بإحباط نفسي، إذ إننا تخطينا أشواطاً في العلاجات المهدّفة، من دون أي أعراض جانبية تذكر".
إيجابيات أكثر من السلبيات
من جهته، يوضح الاختصاصي في علاج الأشعة الدكتور نزيه غاريوس أنه "على الرغم من كل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر التقدّم العلاجي الذي توصّلنا إليه، إذ إن 90 في المائة من مرضى السرطان محصنون من التداعيات الجانبية للعلاج الكيميائي في ظل التطور الدوائي للحد من الأعراض وقساوتها". يضيف لـ"العربي الجديد": "ويبقى 10 في المائة من المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي ولا يستطيعون تحمّله، خصوصاً ذوي المناعة الضعيفة. وهنا تكمن أهمية اختيار العلاجات اللازمة من قبل الطبيب المتابع، للحدّ من المضاعفات".
اقرأ أيضاً: السرطان المخيف.. نقاومه بالعلاج والتفاؤل