العقاب بالمرصاد للطلاب السعوديّين المتغيّبين

14 أكتوبر 2014
تمنع القوانين العقوبات البدنيّة والنفسيّة (أمير حلبي/ فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أنّ الطلاب السعوديين الذين اعتادوا التغيّب عن مدارسهم في الأيام التي تسبق عادة، مواعيد إجازات الأعياد أو الحج أو الربيع، لن يتمتعوا بذلك، في السنة الدراسية الجارية. فقد توعّد وزير التربية والتعليم السعودي الأمير خالد الفيصل، هؤلاء بمعاقبتهم، في حال غيابهم المتكرر.

تهديدات الوزير قوبلت بموجة من الاستياء والانتقادات، بخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد ظهر الفيصل في مقطع فيديو، في فصل مدرسي يخاطب الطلاب الحاضرين بالقول: "أنتم أنقذتم أنفسكم من العقاب لأنكم حضرتم اليوم، وكلّ الذين غابوا سيحاسبون". وجاء المقطع خلال زيارة قام بها الفيصل إلى إحدى مدارس منطقة حائل، أثناء جولة تفقدية شملت عددا من مدارس المنطقة. وكان الوزير قد تفاجأ بتدني نسبة الحضور، وغياب عدد غير قليل من الطلاب، بعد يوم واحد فقط من إجازة العيد الوطني، وقبل يوم أيضا من بدء إجازة الحج.

ومن المعروف أنّ المدارس في السعودية، تهدد عادة بالخصم من درجات الطلاب في "المواظبة والسلوك" في حال الغياب من دون عذر. غير أن تحول سلوك الغياب قبل مواعيد الإجازات بيومين إلى ظاهرة عامة، يحول دون تطبيق ذلك.

وكانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت في وقت سابق، عن خطة إجرائية لمتابعة انتظام الطلاب، من بداية العام الدراسي إلى نهايته، تهدف إلى عدم تجاوز نسبة الغياب في مدارس التعليم العام، خمسة في المائة من مجموع الطلاب في كل مدرسة، مشددة على إدارات التعليم والأسر بالالتزام، واحترام اليوم الدراسي، كإحدى استراتيجيات الأداء العام في المدارس.

وفي هذا الإطار، يبدي الطالب خالد المخاوي اعتراضه على عبارة الوزير في تويتر بقوله: "ما هكذا يا سموّك تربى الأجيال". كما يشير ياسر المطيري وغيره من المغردين إلى العبارة، ويتمنون "لو لم تصدر عن وزير التربية، فمن الأولى التحفيز والتشجيع، لا التهديد".

من جهته، يصف هاني عبد الله قول الوزير بأنه "كارثة، لأننا ظنناه سيعكف طوال عامين على الأقل مع خبراء عالميين، وتربويين من الميدان، للتخطيط لصناعة تعليم راق، يعدّ لنقلة نوعية وثورة تغيير في جميع المجالات". ويضيف: "ها هي وسائل التواصل ترصد ما اعتبرته أول خطأ للوزير الجديد".

كما تساءل المغرد خالد العبد العزيز حول خطاب الوزير بالقول: "هل هو خطاب تربوي!؟".
بدورهم، يؤكد عدد من الطلاب السعوديين لـ "العربي الجديد"، أنّ ما يدفعهم للغياب في الأيام التي تسبق الإجازات هو عدم وجود دروس غالبا. ويقول سعود عبد الرحمن (الأول الثانوي): "ذهبت إلى المدرسة وكان عدد الغياب كبيراً تجاوز العشرين طالباً في الفصل المكون من 30 طالباً. لم نأخذ دروساً، وتم صرفنا في منتصف اليوم الدراسي، لذا رأيت من الأجدى عدم الذهاب إلى المدرسة في اليوم التالي، الأخير قبل الإجازة".

أما هدى راضي (الثالث المتوسط)، فتقول إنّ "الذهاب عادة في اليوم الذي يسبق الإجازة مضيعة للوقت، فقليل من المدرّسات يعطين دروساً فيه".

كما سبق زيارة الوزير إلى مدارس حائل، تغريدات أخرى على تويتر، تحدثت عن سوء حالة بعض المدارس. ونشر بعض المغردين صوراً من مدارس المنطقة، تكشف عمّا قالوا إنّها حالات إهمال، بخاصة على صعيد التجهيزات.

وكان العاهل السعودي الملك عبد الله أصدر قبل أقل من عام، أمراً بتعيين الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز وزيراً للتربية والتعليم، وإعفاء الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد. والجدير بالذكر، أنّ وزارة التربية والتعليم السعودية، كانت قد عمّمت بمنع استخدام التهديد والتخويف والترهيب واستخدام الضرب بالعصا أو باليد أو بغير ذلك، في المدارس الحكومية والأهلية. وأكدت انّ هذه الممارسات تخالف التعليمات، بتعريضها الطلاب داخل المدارس لأنواع مختلفة من الإيذاء النفسي والجسدي.

وأوضح التعميم أن هذه الأساليب لا تمت للتربية والتعليم بصلة. ويترتب عليها آثار عكسية على الطلاب، تؤثر سلباً على مستقبلهم وحياتهم الصحية والنفسية والاجتماعية والتحصيلية. كما أوضحت أنّ من يخالف ذلك سوف يعرّض نفسه للتحقيق والمساءلة.

وتنص المادة 57، من القواعد التنظيمية لمدارس التعليم العام، الصادرة من وزارة التربية والتعليم عام 1420هـ (2000 م)على أنه لا تجوز معاقبة الطالب بالضرب، ولا بأيّ نوع من العقوبات البدنية أو النفسية.
المساهمون