تعيش بعض مناطق المغرب على وقع العطش في خضم صيف ساخن هذا العام، حيث يعاني الآلاف من سكان قرى وبوادي نائية في البلاد من ندرة المياه الصالحة للشرب، ما دفع الكثير من المواطنين إلى تنظيم احتجاجات ومسيرات ضد تجاهل الحكومة لما يعانونه من عطش.
وخاض العديد من المواطنين المغاربة بضواحي مدينة تاونات، وتحديدا من دواوير قروية بجماعة جبابرة، احتجاجات متكررة في الأيام القليلة الماضية، بسبب غياب المياه الصالحة للشرب، مطالبين السلطات المحلية بتوفير المياه لهم ولعائلاتهم، ومحذرين من تأثيرات سلبية على الصحة والبيئة جراء ندرة المياه.
وتجمع سكان مناطق قروية بضواحي تاونات بالقرب من مقر السلطات المحلية بالمدينة، مطالبين بتوفير المياه لأكثر من خمسة آلاف شخص يعانون من ندرة مياه الشرب، بالنظر إلى أن "الصهريج المائي الذي يتم توزيعه عن طريق شاحنة مرتين في الأسبوع ليس كافيا في الصيف الحارق".
وخرج مئات المواطنين أيضا قبل أيام مضت، بمنطقة تازة، وسط المغرب، من أجل الاحتجاج ضد العطش، حيث توجهوا إلى مدينة فاس، معلنين غضبهم حيال الأوضاع التي وصفوها بالمزرية التي يعيشونها، خاصة معاناتهم المتفاقمة من العطش في الصيف.
وعزا السكان المتخوفون من تأثيرات العطش الذي يحوم فوق رؤوسهم، ندرة المياه الصالحة للشرب، إلى نضوب مياه المنابع الموجودة بمنطقتهم، حيث كانت بمثابة المزود الرئيسي للسكان، ما جعل عشرات الأسر لا تجد الماء الذي يروي عطش أبنائها.
وأردف أنه "إذا تأخرت الشاحنة المحملة بصهريج الماء، أو حدث زحام من المطالبين بالتزود بالماء، أو إذا اشتدت الحرارة كما هو الحال في هذه الأيام، فإن مياه الصهريج لا تسمن ولا تغني من عطش، وبالتالي يعاني السكان من العطش في صمت وألم".
وتؤكد الحكومة أيضا وجود شبح العطش، حيث دقت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، ناقوس الخطر بشأن العطش التي يتهدد البلاد بسبب تراجع الأمطار، وجراء الإفراط في استعمال المياه الجوفية، مبرزة أن المغرب سيفقد 6 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي سنة 2050.
وتقترح وزيرة الماء حلولا لمحاربة مخاطر العطش في السنوات المقبلة، تتمثل أساسا في تحلية مياه البحر، خاصة أن البلاد توجد على ضفاف بحرين، البحر المتوسط، والمحيط الأطلسي، مؤكدة أن المغرب سيقيم قريبا محطات لتحلية مياه الأطلسي والمتوسط.