العرب مطلوبون في "تورنتو"

06 سبتمبر 2014
لقطة من فيلم "المطلوبات الـ18"
+ الخط -

يستضيف "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي" في دورته التاسعة والثلاثين (4-14 أيلول/ سبتمبر الجاري) مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية العربية، منها ما يعرض للمرة الأولى في مهرجانات السينما الدولية.

في فئة "وثائقيات المهرجان"، يُعرض الشريط التسجيلي الطويل "المطلوبات الـ 18" (75 دقيقة) لمخرجَيه محرّك الرسوم الفلسطيني عامر الشوملي والكندي بول كوان، في إنتاج كندي/ فرنسي/ فلسطيني مشترك.

ينأى الشريط عمّا هو مألوف وثائقيّاً، ويمزج بين التوثيقي الاعتيادي، والخياليّ المنفّذ على طريقة الرسوم المتحرّكة، مقدّماً بنكهة ساخرة، هي أقرب إلى الكوميديا السوداء في جوّها، قصة 18 بقرة "إسرائيلية" يشتريها أهالي بلدة بيت ساحور أيام الانتفاضة الأولى، محاولين عبر ذلك تحقيق استقلال اقتصادي يشبه عصياناً مدنياً آنذاك. وتتوالى أحداث الفيلم لتكشف عن تغيير يطرأ على نظرة الأبقار للفلسطينيين الذين يحاولون الآن حمايتها بعد إعلان الجيش الإسرائيلي تدمير المزرعة، على مشارف "اتفاقية أوسلو" التي أجهضت حلم مزرعة الأبقار المستقلّة، مع ما للأمر من رمزيّة لما هو أبعد من ذلك.

وفي الفئة ذاتها، يشارك في عرضه الأول الفيلم الوثائقيّ "الأوديسا العراقية" (162 دقيقة) للمخرج العراقي المقيم في سويسرا سمير، إذ يقدّم في شريطه المنفّذ بتقنيّة ثلاثيّة الأبعاد قصة هجرة أجيال متتالية من عائلته خارج الوطن، عارضاً في ذلك التغيّرات السياسة والاجتماعية التي عصفت ببلاد الرافدين منذ الخمسينيات حتى يومنا هذا، في إنتاج سويسري/ إماراتي/عراقي/ألماني مشترك.

أما الفيلم الروائي الطويل "الوادي" لمخرجه اللبناني غسان سلهب، فينال في هذه الدورة فرصة عرضه الأول في فئة "سينما معاصرة من العالم". وتدور قصته حول رجل يتعرّض لحادث سير في وادي البقاع، فتختطفه مجموعة أشخاص تعمل في تهريب المخدّرات. سلهب الذي شارك عام 2011 في المهرجان نفسه بفيلمه "الجبل"، يعتبر شريطيه المذكورين، جزأين من ثلاثية ينوي إتمامها. يشارك في بطولة "الوادي" كل من كارلوس شاهين، وكارول عبود وفادي أبو سمرة.

ويقدّم المهرجان فيلمين عربيين قصيرين هما "حورية عين" للمخرجة السعودية شهد أمين، ضمن فئة "شورتْ كَت" للأفلام القصيرة، و"نوم عميق" للفلسطينية الأصل بسمة الشريف المعروض ضمن فئة "موجات".

كما يستقبل المهرجان أفلاماً عربية أخرى كانت قد عُرضت في مهرجانات سابقة. ففي فئة "اكتشاف" سنشاهد شريطين روائيين طويلين عُرضا في الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية، وهما "ذيب" للأردني ناجي أبو نوّار (شارك في مسابقة آفاق)، و"فيلا توما" للفلسطينية سهى عرّاف (شارك في عروض أسبوع النّقاد).

ويعرض أيضاً الفيلم الوثائقي الطويل "ماء الفضّة" بعد أن شارك في الدورة الأخيرة من مهرجان "كان"، لمخرجيه السوريين محمد أسامة وويام سيماف بدرخان. يتألف الفيلم من ألف مقطع وثّقه سوريّون، وتتكشّف فيه الأوضاع الإنسانية الصعبة والواقع السوري المهشّم منذ انطلاق الثورة السورية وما تبعها من تطورات دامية على الأرض، ضمن تعاون بين مخرج مقيم في منفاه في فرنسا، وناشطة راسلته من حمص. تعاونٌ أنتج عملاً يحقق، من حيث فكرته، الهدف المنشود من أي سينما تسجيلية، أي التغلّب على البُعد الجغرافي والإصرار على توثيق الحدث.

يبدو لافتاً تفوّق الحضور العربي في "تورنتو السينمائي" على نظيره الإيطالي في البندقية. حضورٌ يؤكد وجود جيل جديد من المخرجين العرب يحاول أن يحفظ للسينما العربيّة، على أنواعها ورغم ما تواجهه من صعوبات إنتاجية، مكاناً ضمن "المشاركات العالمية" في المحافل السينمائية الدولية؛ في انتظار أن تحقق للسينما العربية مكانها على مستوى الخطاب واللغة السينمائيين.

المساهمون