العراق يُعيد فتح منافذ حدودية مع إيران لتبادل السلع

29 فبراير 2020
إيران تعوّل على العراق للحد من تداعيات العقوبات(فرانس برس)
+ الخط -
أعلن روح الله لطیفي، المتحدث باسم الجمارك الإيرانية، إعادة فتح منافذ حدودية مع العراق أمام حركة التجارة بين البلدين، فيما تبقى الحدود مغلقة أمام المسافرين، بعد تفشي فيروس كورونا الجديد في إيران، التي تصدرت قائمة الدول التي شهدت حالات وفاة بين مواطنيها بعد الصين.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" عن لطيفي قوله إنه أُعيد فتح منفذ جذابة الحدودي مع العراق، ظهر اليوم السبت، لتبادل السلع التجارية. ويقع المنفذ على بعد 110 كيلومترات من شمال غرب مدينة أهواز، مركز محافظة خوزستان (جنوب غرب إيران).

وأضاف المسؤول الإيراني أن هذا المنفذ سيمارس نشاطه التجاري كما في السابق، مشيراً إلى عدم وجود أية مشاكل في هذا المجال، لافتاً إلى أن منفذ مهران ـ زرباطية، الذي أُغلق أمس الجمعة أمام النشاطات التجارية والمسافرين بقرار من الحكومة العراقية لمدة 14 يوماً، سيفتتح مجدداً، غداً الأحد، بعد محادثات جرت بين مسؤولي جمارك البلدين.

وتابع بأن التبادل التجاري قائم في معبر شلمجة (جنوب)، فيما الحدود العراقية مغلقة أمام عبور المسافرين الإيرانيين. ويتصاعد القلق داخل إيران من تداعيات انتشار فيروس كورونا، الذي تتزايد ضحاياه داخلياً يوماً تلو الآخر، وبدأت آثاره تنعكس على العديد من القطاعات الخدمية، بعد أن اتجهت العديد من دول الجوار، خلال الأيام الماضية، إلى اتخاذ إجراءات من شأنها عزل إيران خوفاً من زحف العدوى.

وتفاقم هذه الأجواء من الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الإيراني، بفعل العقوبات الأميركية الذي جاءت في أعقاب انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، في مايو/أيار 2018، واستهدفت تصفير صادرات النفط، وتجفيف منابع إيرادات النقد الأجنبي.

ويأتي العراق في مقدمة الدول الجارة التي اتخذت إجراءات احترازية مشددة، الخميس الماضي، منها منع السفر إلى إيران ودخول الوافدين منها ووقف الرحلات الجوية، وإغلاق منافذ حدودية.

ويشكل جيران إيران الوجهات الرئيسية لصادراتها، حيث تشير البيانات الإيرانية إلى أن العراق والإمارات وتركيا وأفغانستان، هي الوجهات الرئيسية للصادرات الإيرانية بعد الصين، لاستقبالها مجتمعة أكثر من 70 في المائة من الصادرات.

ويأتي إغلاق المعابر أمام التجارة في تطور لافت، حيث اقتصرت في الأيام الماضية على المسافرين الإيرانيين، وفق هيئة المنافذ الحدودية العراقية في وقت سابق من فبراير/شباط الجاري.

وتعوّل إيران بشكل كبير على السوق العراقية، خاصة في ظل تهاوي صادراتها إلى أوروبا بسبب العقوبات الأميركية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيران والعراق، يحيى آل إسحاق، إن الصادرات الإيرانية إلى العراق شهدت نمواً جيداً خلال الأشهر الستة الأولى من العام الإيراني الحالي (من 21 مارس/آذار إلى 22 سبتمبر/أيلول)، مسجلة 4.6 مليارات دولار، بينما تراجعت إلى أوروبا بنسبة 75 في المائة.

وأضاف آل إسحاق، لوكالة أنباء فارس الإيرانية، أن حجم التجارة بين إيران والعراق وصل إلى 13 مليار دولار، خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن البلدين يخططان لبلوغ التجارة البينية 20 مليار دولار على المدى البعيد.

ولم تقتصر المساعي الإيرانية للحفاظ على حركة التجارة مع دول الجوار، على العراق فحسب، بل امتدت إلى باكستان أيضاً، حيث استضافت مدينة لاهور الباكستانية، اليوم، اجتماعاً تجارياً مشتركاً بين غرفتي تجارة إيران وباكستان لبحث التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وحضر الاجتماع سفير إيران في باكستان، محمد علی حسیني، ووفد تجاري من غرفة تجارة طهران إلى جانب نظرائهم الباكستانيين، حيث بحث الجانبان سبل تنمية التعاون التجاري بين القطاع الخاص في البلدين وإيجاد سبل لإنشاء قنوات مصرفية بينهما، وفق وكالة "إرنا".

المساهمون