أعلنت وزارة النفط العراقية، اليوم الأربعاء، عن استئناف إنتاج حقل القيارة النفطي في محافظة نينوى، بمعدل 30 ألف برميل باليوم، وتصدير نفطها للخارج للمرة الأولى، فيما أكدت إنجاز تأهيل وحدات جديدة سيتم تشغيلها يوم السبت المقبل.
وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، سيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على حقول عراقية عدّة، أبرزها القيارة وعجيل وعلاس والبعاج والنجمة وحقول في منطقة جبال حمرين وحقول باي حسن النفطية والخبازة جنوب غربي كركوك، وأحرق عدداً من آبارها قبل أن تستعيدها منه القوات العراقية.
وقال وزير النفط جبار علي اللعيبي، في بيان صحافي اليوم الأربعاء، إنّ "الوزارة استأنفت الإنتاج في حقل القيارة النفطي بمحافظة نينوى، بعد إعادة إعمار شاملة للآبار والمنشآت والأنابيب التي لحقها الضرر من قبل داعش، وذلك يعد إنجازاً وطنياً، ونصراً على العصابات الإرهابية التي تعمّدت تخريب وتدمير الآبار".
وأكد أنّ "الوزارة وضعت خطة طموحة لإيصال الإنتاج من الحقل المذكور إلى 60 ألف برميل يومياً نهاية العام الحالي"، مضيفا أنّ "النفط المنتج من الحقل المذكور تم تصديره ولأول مرة في تاريخه، بعد أن كان يخصص للاستهلاك الداخلي فقط، وأنّ شركة تسويق النفط "سومو" تقوم بتسويق وبيع النفط إلى خارج العراق، ما يعزّز الإيرادات المالية للخزينة الاتحادية من العملة الصعبة".
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط عاصم جهاد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "دخول حقل القيارة النفطي في عمليات التصدير خطوة مهمة ستنعكس على رفع صادرات العراق النفطية عبر المنفذ الجنوبي، ويدعم الخزينة المالية للعراق، إذ إنّ إنتاج حقول القيارة كان يستخدم في دعم المصافي المحلية"، مشيراً إلى أنّ "عملية إعادة تأهيل المصفاة جرت بأيدي خبراء وفنيين عراقيين تابعين لوزارة النفط العراقية".
وأضاف أنّ "وزارة النفط نجحت في إعادة تأهيل مصفاة بيجي بطاقة 70 ألف برميل يومياً، فضلاً عن مصفاة الصينية التي تعمل بطاقة 3000 برميل يومياً، وتوفر المشتقات النفطية للبلاد وتقلل الاعتماد على المستورد من المحروقات"، كاشفاً أن "وحدات إنتاجية جديدة سوف تدخل في مصفاة بيجي للعمل يوم السبت القبل".
في السياق ذاته، قال رئيس مجلس مدينة القيارة (60 كم جنوب الموصل) صالح الجبوري لـ "العربي الجديد"، إنّ "حقل القيارة النفطي يعدّ واحداً من أهم الحقول النفطية في شمال العراق، وإنتاجه الفعلي يتجاوز 45 ألف برميل في اليوم، وأن إعماره جرى هذا العام، بعدما أحرق داعش 25 بئراً منه".
وأضاف أنّ "الحقل توقف عن الإنتاج مع سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المنطقة بشكل كامل، في عام 2014، وتبلغ طاقته الإنتاجية بحدود 75 ألف برميل في اليوم، ويوفر فرص عمل للكثير من أبناء المنطقة، وأنّ إعلان وزارة النفط تصدير المنتوج عبر شركة التسويق سومو يعدّ خطوة مهمة"، وأكد أن "عودة العمل للحقول سيقضي على أزمة المحروقات في المدينة".
ورغم أن العراق من أكبر مصدّري النفط في منظمة أوبك، إلّا أنّ أغلب مصافي النفط تعرضت للتدمير خلال الحرب ضد تنظيم داعش، أبرزها بيجي والموصل (شمال) وحديثة (غرب)، ما اضطر العراق إلى استيراد ما يصل إلى 40% من احتياجاته من المنتجات المكررة من الكويت وإيران.
وتمتلك محافظة نينوى حقل النجمة النفطي الواقع جنوب نينوى (375 كم شمال بغداد)، ويضم 89 بئراً نفطية تم اكتشافها في فترة سابقة، لكنها لم تستغل، أمّا حقل القيارة فيضم 33 بئراً نفطية، كان قد أنجز حفرها قبل سنوات، ولم يستغل إنتاجها، وكذلك حقول القيارة ويقدر عدد آبارها بنحو 59 بئراً نفطية، يستغلّ منها نحو 33 بئراً منتجة، ويقدر إنتاجها بنحو 30 ألف برميل من النفط يومياً.
وأعلنت وزارة النفط في أيلول/ سبتمبر 2017 عن تأهيل وإعمار حقل القيارة، وتشغيل مصفى القيارة لتأمين حاجة المناطق المحيطة به من المنتجات النفطية، بعد تلكؤ شركة سينغول الأنغولية الذي فازت به ضمن جولة التراخيص الثانية.