تشهد بلدة المقداديّة، شمال شرقي محافظة ديالى الحدوديّة مع إيران، هدوءاً نسبياً بعد موجة العنف، التي اجتاحتها الأسبوع الماضي، فيما دعا مسؤولون محليّون الحكومة إلى العمل على "رفع الحصانة" عن المجرمين، الذين تسببوا في الأحداث.
وقال النائب عن المحافظة، رعد الدهلكي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "محافظة ديالى، وتحديدّا بلدة المقداديّة، تعيش منذ يوم أمس واليوم هدوءاً نسبياً"، مشيراً إلى أنّ "الأجهزة الأمنيّة اتخذت خطوات نحو توطيد الأمن في المنطقة"، مؤكّداً أنّه "تم اعتقال واحد أو اثنين من المجرمين لا أكثر".
ودعا المسؤول العراقي الحكومة إلى "اتخاذ خطوات جديّة نحو اعتقال كافة المجرمين ورفع الحصانة عنهم"، مؤكداً أنهم "مرتبطون بجهات سياسية تحميهم من سلطة الدولة والقانون، وتجعلهم في مأمن من أيةّ مساءلة".
وعن زيارة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إلى المقداديّة، قال الدهلكي إنها "كانت جيدة، لكنّها لم تثمر حتى الآن عن نتائج ملموسة وحقيقيّة في المحافظة"، مبيناً أنّ "العبادي شكّل لجنة من كبار المسؤولين والبرلمانيين للتحقيق في قضية المقداديّة، ونأمل بمباشرتها عملها قريباً وتقديم المجرمين إلى العدالة".
اقرأ أيضاً: مسؤولة عراقية: ماضون بتدويل قضيّة المقداديّة
من جهته، أكّد مجلس عشائر محافظة ديالى، هذّال النداوي، أنّ الحياة الطبيعيّة بدأت تعود إلى المقداديّة، وأنّ الأسواق عادت من جديد وإن كانت على حذر.
وقال النداوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات ابتعدت خلال هذين اليومين عن بلدة المقداديّة، وأوقفت حملات الدهم والاعتقالات، التي استهدفت أبناءها، الأمر الذي انعكس إيجابيّاً على الواقع الأمني للبلدة".
ودعا الشيخ شيوخ عشائر المحافظة إلى "تبني موقف موحد وعقد اجتماع للمطالبة بالحفاظ على النسيج الاجتماعي، وأن يكون لهم دور في درء الفتن والمشاكل التي تزعزع أمن المحافظة".
يشار إلى أنّ بلدة المقداديّة، القريبة على الحدود مع إيران، شهدت خلال الأسبوعين الماضيين تصعيدا أمنيّاً خطيراً، وعمليات استهداف من قبل مليشيات مسلحة، طاولت مساجد ومنازل مواطنين وأسفرت عن أكثر من 200 قتيل وجريح، فضلاً عن فرار مئات العوائل إلى كردستان العراق، فيما لا يزال مصير عشرات المختطفين مجهولاً حتى الآن.
اقرأ أيضاً: العراق: مطالبات بكشف نتائج التحقيق في أحداث المقدادية