العراق: ميليشيا "الحشد الشعبي" تقيم سوقاً لبيع أثاث المهجّرين

تتنوع أساليب وانتهاكات الميليشيات في العراق، لتتجاوز الأرواح والتعذيب الجسدي لتشمل حتى الأثاث الذي تركه النازحون وفرّوا بأرواحهم.

فبعد أن تم "تحرير" ناحيتي السعدية وجلولاء في ديالى من تنظيم "الدولة الاسلامية" أقدمت ميليشيا "الحشد الشعبي" على تهجير العوائل "السنيّة من الناحيتين، وأجبرتها على ترك ممتلكاتها، لتبدأ عملية النهب.

وقال مسؤول محلي في محافظة ديالى لـ"العربي الجديد"، إنّ "ميليشيا الحشد الشعبي قامت قبل عدة أيام بإحاطة قطعة أرض في ناحية السعدية تزيد مساحتها على أربعة دونمات بسياج سلكي محكم وبدأت بنقل الأثاث والسيارات التي نهبتها من منازل العوائل التي هجّرتها"، مبيناً أنّهم "أحرقوا منازل المهجّرين بعد سرقة أثاثها".

وأضاف أنّ "الأثاث شمل كل شيء وجدوه في المنازل من ثلاجات ومجمدات وغرف نوم وأجهزة كهربائية وأجهزة تبريد وتدفئة، وحتى الأغطية والشراشف وأدوات الطبخ، كما عرضوا في سوق آخر بجنب هذا السوق الأبقار والأغنام وحتى الدجاج الذي اعتمدت عليه تلك العوائل في غذائها اليومي"، موضحاً أنَهم "كتبوا لافتات على السوق (هذه الغنائم التي تركها الدواعش .. وسيتم بيعها بأسعار زهيدة كمساعدة للمواطنين)". وأكّد أنّ "الجميع يعرفون أنّها بضاعة سرقت من منازل العوائل المهجّرة".

ودعا المسؤول، الحكومة المركزية والجهات المسؤولة والمنظمات الدولية والإنسانية الى "متابعة الموضوع وإيجاد حل له، فانتهاكات الميليشيات لا تخفى على أحد فهي على مرأى ومسمع الجهات المسؤولة".

من جهته، انتقد عضو مجلس محافظة ديالى عمر السامرائي في حديث لـ"العربي الجديد" "استمرار الصمت الحكومي إزاء انتهاكات الميليشيات في المحافظة، وصمت المجتمع الدولي أيضاً".

وأوضح أنّ "المكون السني في ديالى يتعرض لحملة منظمة لإخراجه من المحافظة"، لافتاً إلى أنّ "الميليشيات أصبحت قوة خطيرة في المحافظة ولا يستطيع أحد ردّها، خصوصاً أنّ حدود المحافظة مفتوحة مع إيران التي تقدم الدعم الكامل للميليشيات بالمال والسلاح والأشخاص أيضاً".

وأشار الى أنّ "ميليشيا الحشد الشعبي لم تكتف بالتهجير والقتل والخطف والابتزاز، بل إنّها تبيع حاجيات المهجّرين علناً وعلى علم ومساعدة من قبل الأجهزة الأمنية في المحافظة".

وأكّد أنّ "أهالي ديالى أصبحوا يعانون الأمرّين، فهم محاصرون بين داعش والميليشيات المدعومة من الحكومة تتحرك بغطاء الحشد الشعبي".

وكانت ميليشيا "الحشد الشعبي" قد أقدمت على تهجير عشرات العائلات وإحراق منازلها في ناحيتي السعدية وجلولاء، شمال شرق محافظة ديالى، بعد تحريرهما من تنظيم "الدولة الإسلامية" في الـ23 من نوفمبر/تشرين الثاني .