أثار لقاء ممثل الأمم المتحدة في العراق بزعيم في مليشيا "الحشد الشعبي" وبحث ملف الموصل والملف السياسي معه، انتقادات محليّة، وطالب مسؤولون عن محافظة نينوى الأمم المتحدة بكشف ملفات جرائم المليشيات بدلاً من إجراء اللقاءات والحوارات معهم.
وذكر بيان لمليشيا العصائب، وهي إحدى فصائل "الحشد الشعبي"، أنّ زعيمها "قيس الخزعلي استقبل، مساء أمس الأربعاء، في مكتبه الرسمي ببغداد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش"، مبيناً أنّ "الجانبين بحثا التطورات السياسية والأمنية في العراق والمنطقة، والاستعدادات الجارية لتحرير الموصل وكل ما يتعلق بها من جوانب سياسية وعسكرية وإنسانية".
وأضاف أنّ "كوبيتش أثنى على الجهود التي يبذلها الحشد الشعبي في تحرير الأراضي العراقية من جماعات داعش"، مؤكداً "دعم الأمم المتحدة لكل من يساهم في فرض الاستقرار والأمن داخل العراق".
من جهته، انتقد مجلس عشائر الموصل لقاء كوبيتش بزعيم مليشياوي، معتبراً أنّ "اللقاء مؤشّر سلبي وإضفاء شيء من الشرعيّة على المليشيات الخارجة عن القانون".
كما قال عضو المجلس الشيخ سلمان الشمّري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأمم المتحدة تحدثت قبل فترة عن انتهاكات مليشيا الحشد في الفلوجة والجرائم التي اقترفتها، وكشفت عن أدلة ووثائق تدين تلك المليشيات، وانتقدت عدم محاكمتها"، مبيناً أنّه "من المستغرب أن تكشف الأمم المتحدة تلك الوثائق والأدلة، وتأتي اليوم لتلتقي قادة هذه المليشيات والذين يعتبرون متهمين بتلك الجرائم".
وذكر أنّه "كان المفترض من الأمم المتحدة أن تبحث ملف معركة الموصل مع الحكومة ومع حكومة المحافظة، ومع عشائرها، وليس مع المليشيات"، مطالباً الأمم المتحدة بـ"موقف واضح بشأن تلك المليشيات، والضغط على الحكومة لمنع مشاركتها في معركة الموصل، وإخضاعها إلى المحاكمة على الجرائم التي اقترفتها في الفلوجة وفي المناطق العراقيّة الأخرى".
ودعا الأمم المتحدة إلى "الضغط على رئيس الحكومة حيدر العبادي بأن يفسح المجال لعشائر الموصل بالمشاركة بتحرير محافظتهم، وتقديم الدعم اللوجستي لهم".
ويأتي هذا اللقاء في وقت تستعد فيه القوات العراقيّة لإطلاق معركة تحرير الموصل، بينما يتخوّف أهلها من خطورة مشاركة مليشيا "الحشد" في المعركة وارتكابهم الانتهاكات بحق المدنيين.