تسببت أنشودة عن الحرب العراقية الإيرانية بإغلاق مطعم داخل بغداد واختطاف صاحبه، من قبل مليشيات موالية لإيران، بينما حذر مسؤولون من استمرار إطلاق يد المليشيات وتحكمها بالملف الأمني في العاصمة العراقية، من دون الرجوع للجهات المسؤولة.
وأفاد مسؤول في الأمن العراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مطعماً في منطقة المنصور، وسط بغداد، استضاف مطرباً عراقياً شعبياً، يوم الأربعاء (8 أغسطس/آب)، وهو نفس يوم إعلان النصر العراقي على إيران عام 1988".
وأشار إلى أن "الزبائن طلبوا من المطرب غناء أنشودة (يا كاع ترابك كافوري)، وهو نشيد عراقي بالحرب ينال من إيران ويستذكر بطولات العراقيين".
وأوضح أن "مسلحين تابعين لإحدى المليشيات المرتبطة بإيران طوقت المطعم، أمس. واعتقلت صاحبه، وأغلقته بالشمع الأحمر ومنعت إعادة فتحه"، مبينا أن "عملية الاختطاف تسببت بحالة من الرعب في المنطقة، حيث هددت المليشيات كل من يستمع لأناشيد الحرب مع إيران بمواجهة المصير نفسه".
وأشار الى أن "المختطف اقتيد إلى جهة مجهولة، بينما أجرى ذووه اتصالات مع جهات في وزارة الداخلية للتوسط لإطلاق سراحه".
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام عراقية، اليوم الثلاثاء، عن مصادر في وزارة الداخلية قولها إن "جهوداً بذلت خلال الساعات الماضية، وأطلق سراح صاحب المطعم، لكنه بحالة سيئة وتعرض للضرب والتنكيل".
وتتمتع المليشيات المسلحة الموالية لإيران بنفوذ كبير داخل بغداد والمحافظات العراقية الأخرى، بينما لا تستطيع الأجهزة الأمنية محاسبتها على الخروقات التي ترتكبها وتدخلها بالملف الأمني.
وقال الخبير الأمني، هاني المعموري، لـ"العربي الجديد"، إن "عملية غلق المطعم واختطاف صاحبة تثبت ضعف الأجهزة الأمنية، مقابل استمرار سلطة المليشيات في بغداد والمحافظات الأخرى"، مبيناً أنه "لا يمكن لمؤسسة أمنية رصينة أن تسمح لهذه المليشيات بالتحكم بالملف الأمني واختطاف الأشخاص وإغلاق محال تجارية".
وحمّل الحكومة "مسؤولية توفير العيش الكريم والآمن للمواطنين ووضع حد للجهات المنفلتة".
يشار الى أنّ العراق يضم مئات الفصائل المليشياوية التي يتبع أغلبها إيران، وينفذ أجنداتها، في وقت لا تستطيع الجهات الحكومية محاسبة المليشيات عن أي انتهاك تقوم به.