بعد ساعات قليلة من بيان لحلف شمال الأطلسي أعلن فيه عن إرسال قوات غير قتالية للعراق، بقيادة كندا، مهمتها تدريب القوات العراقية وتطوير قدراتها القتالية، ذكرت مليشيا "العصائب"، إحدى أبرز الفصائل المسلحة التابعة لإيران في العراق، أنها ترفض وجود أي قوات تابعة للحلف في العراق "مهما كانت الأسباب".
وقال المتحدث باسم المليشيا، نعيم العبودي، في بيان نشرته وسائل إعلام عراقية اليوم الخميس: "نرفض تواجد أي قوة قتالية على أرض العراق، خاصة أنها تحتاج إلى تفويض برلماني".
ووصف العبودي وجود قوات تابعة لحلف الأطلسي على الأراضي العراقية بأنه "انتهاك لسيادة العراق"، معتبراً أن "العراق يمتلك الحشد الشعبي والشرطة، وليس بحاجة إلى أي قوة أخرى"، على حد قوله.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، قد أعلن، أمس الأربعاء، موافقة الحلف على إرسال بعثة غير قتالية إلى العراق، موضحا أن "البعثة ستكون بقيادة كندا، وستتكفل بتدريب القوات العراقية".
وأضاف ستولتنبرغ، في ختام قمة الحلف في بروكسل، أنه "بدأت عملية إنشاء البعثة التدريبية الجديدة بعدما وافقت كندا على قيادتها".
وذكر أن "البعثة ستضم مئات المدربين من الحلف، وستقوم بتدريب القوات العراقية وزيادة خبراتها ومساعدتها في بناء مدارس عسكرية جديدة".
وتعد مليشيا "العصائب" إحدى أبرز المليشيات المنضوية تحت ما يعرف بـ"الحشد الشعبي" في العراق.
وكشفت تسريبات نشرت مطلع يونيو/ حزيران الماضي، عن مشروع أميركي لإدراج مليشيا "العصائب"، التي يتزعمها قيس الخزعلي، على لائحة الإرهاب الأميركية الدولية، إلى جانب حركة "النجباء" التي يتزعمها أكرم الكعبي، ومليشيا "حزب الله" العراقية.
ورأى خبراء أن رفض المليشيات بمثابة تهديد للقوات الدولية التي من المؤمل أن تدخل العراق وتعسكر في عدد من مناطق البلاد للمباشرة بتدريب القوات العراقية خلال الأشهر القليلة القادمة.
وقال الخبير الأمني أحمد الجبوري إن "إعلان المليشيا رفض تواجد قوات حلف شمال الأطلسي هو تهديد واضح لتلك القوات، وهو محرج أيضا للحكومة، التي تحرص على إيصال رسالة بأن الفصائل المسلحة تحت سيطرتها"، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الرفض يمثل بالنهاية موقفا إيرانيا ترجمته فصائل مسلحة تابعة لها بالعراق".