مليشيات تجمع معلومات عن العاملين مع جهات أميركية...ولافتات "الموت لأميركا" بشوارع بغداد
قال مسؤول عراقي أمني في بغداد إن الشرطة وأجهزة الاستخبارات تحقق في شكاوى تلقتها من مواطنين عن وجود جهات مجهولة تقوم بجرد وتدوين أسماء العراقيين العاملين في منظمات أو شركات وهيئات إغاثية ومكاتب إعلامية أميركية، بصفة مترجمين أو حراس أمن، أو موظفين، وصولا إلى درجة سائق.
ويأتي ذلك بالتزامن مع انتشار صور في مناطق واسعة من بغداد تحمل شعارات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، مع صور لنعوش على شكل طائرات الـ"درونز" المسيرة.
وتترقب الأوساط العراقية السياسية منها على وجه التحديد، التقرير الرسمي العراقي حول الاعتداءات التي تعرضت لها مواقع تابعة لمليشيات "الحشد الشعبي"، في الأسابيع الماضية، فيما تشير التسريبات إلى أنه سيحمل أدلة على وقوف الاحتلال الإسرائيلي وراءها.
ووفقا لمسؤول أمني عراقي، فإن "مواطنين في مناطق الكرادة-داخل والجادرية والعرصات والصالحية أبلغوا الشرطة وأجهزة أمن أخرى بوجود جهات قامت بإحصاء وتدوين معلومات عن العراقيين العاملين مع جهات أميركية، منها السفارة الأميركية ومنظمات إغاثية ومكاتب إعلامية، وجهات مختلفة بصفة مترجمين أو موظفين إدارة وحراس وسائقين"، مؤكدا أن "الشرطة، والأجهزة الأمنية، لا تعلم عن تلك الجهات شيئا، لذا بدأت تحقيقا في الموضوع، وطالبت السكان بضرورة إبلاغها عن تلك الجهات حال دخولها مناطقهم"، مرجحا أنها "تنتمي لأحد الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران".
ووفقا للمسؤول ذاته، فإن "ذلك ينم عن وجود نوايا سيئة"، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، تشهد بغداد، ولليوم الثاني على التوالي، انتشارا واسعا ليافطات علقتها مليشيات مسلحة تحمل عبارات تهديد ووعيد للولايات المتحدة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي.
وفي بغداد، لم ترفع اليافطات المعلقة في الشوارع والتقاطعات العامة رغم مخالفتها قانون الإعلانات الخاص بأمانة بغداد، وقسم منها علق على شارع رئيس يفضي إلى السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد.
وقال أبو آلاء الولائي، زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، إحدى أبرز المليشيات العراقية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، في تصريحات له نقلتها وسائل إعلام عراقية محلية، صباح الخميس، إن لديهم "الإمكانات لإطلاق طائرات مسيرة وضرب سفارات الدول المسؤولة عن استهداف المعسكرات التابعة لنا"، موضحا أنّ "الكرة الآن في ملعب الحكومة العراقية".
وأكد أنّ "أميركا لا ترى غير لغة القوة، وإمكانية الرد تتم عبر مصالحهم الموجودة داخل العراق"، مؤكدا أنّ "واشنطن بالتعاون مع إسرائيل قصفت معسكراتنا".
في المقابل، حذر القيادي في "تحالف القرار"، أثيل النجيفي، من انعكاسات وصفها بـ"المضرة" للوحات التي وضعت في شوارع بغداد، والتي حملت شعارات معادية للولايات المتحدة على وجه التحديد.
وقال النجيفي، في حديث صحافي، إن "اللوحات التي وضعت في شوارع بغداد، والتي كتب عليها الموت لأميركا وإسرائيل، تشير إلى عدم قدرة الحكومة العراقية على ضبط الجهات الموالية لإيران، وأن تلك الجهات تريد جرّ الشعب العراقي إلى صراع دولي لصالح إيران".
وأشار إلى أن "رفع لوحات في شوارع بغداد توالي إيران، وتتمنى الموت لأميركا، بالإضافة إلى التصريحات الإعلامية المعادية لواشنطن، أمر يضعف موقف الحكومة العراقية أمام المجتمع الدولي"، مبينا أن "الحكومة يجب أن تقف على الحياد في هذا الصراع".
وذكر أن "هذه الجهات تسعى لجرّ العراق ليكون ساحة المعركة الخارجية لإيران، وهذا مدخل خطير جدا على مستقبل العراق وأمنه".