وقال مسؤول محلّي في بيجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيات الحشد تشنّ، منذ ثلاثة أيّام، حملات اعتقال واسعة في قرى المزرعة وسيّد غريب الحجاج والحمرة، أسفرت عن اعتقال نحو 300 شخص غالبيتهم من الشباب"، مبيناً أنّ "الحشد يتهم المعتقلين بالتعاون مع داعش".
وأضاف، أنّ "جهات سياسيّة في الحكومة المحليّة للمحافظة تدخّلت وحاولت إطلاق سراح المعتقلين، الذين اعتقلوا بحملات عشوائيّة من قبل الحشد"، مبيّناً أنّ "الحشد أطلق 70 معتقلاً فقط، فيما تحفّظ على الآخرين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن".
من جهته، انتقد مجلس عشائر صلاح الدين، "معاودة الحشد انتهاكاته في المحافظة من جديد".
وقال عضو المجلس، الشيخ عبدالله الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحشد ينفّذ حملات اعتقال كبيرة في قرى بيجي، وأسفرت تلك الحملات عن اعتقال المئات من الشباب الأبرياء"، لافتاً إلى أنّ "الحشد يهدف من خلال ذلك إلى بث الرعب في نفوس الأهالي، ويحاول اتهامهم بالتعاون مع داعش، في محاولة منه لمسك الأرض في بيجي من جديد، ومنع دخول أبناء تلك المناطق في حمايتها".
وحذّر الشيخ، من "خطورة عودة الحشد إلى بيجي وإلى صلاح الدين ومسكه للأرض فيها"، مبيناً أنّ جرائمه وانتهاكاته السابقة في المحافظة لم يتم التحقيق فيها، وتم تجاهلها من قبل الحكومة، وأنّ عودتهم مرفوضة من قبل الأهالي".
وناشد الحكومة بـ"صدّ الحشد عن ارتكاب تلك الانتهاكات، والاعتماد على أبناء المحافظة بحماية مناطقهم من داعش".
في غضون ذلك، يسعى محافظ صلاح الدين إلى التنسيق مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، للاعتماد على أبناء العشائر في حماية مناطقهم.
وقال مصدر في إدارة المحافظة لـ"العربي الجديد"، إنّ "المحافظ رائد الجبوري يبذل جهداً كبيراً في إقناع العبادي بإخراج الحشد من المحافظة، والاعتماد على أهلها في حمايتها"، مضيفاً أنّ "الجبوري التقى العبادي وبحث معه الموضوع، وحذّره من مغبة الاعتماد على الحشد، وما لذلك من أبعاد طائفية تثار في المناطق، فضلاً عن الانتهاكات التي يرتكبها الحشد"، مشيراً إلى أنّ "العبادي وعده بحسم الموضوع قريبا".
يشار إلى أنّ مليشيات "الحشد الشعبي" متهمة بارتكاب انتهاكات كبيرة في المناطق المحرّرة في تكريت وديالى وجرف الصخر، إذ إنّها منعت عودة النازحين وهجّرت عوائل كثيرة، في محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي في تلك المناطق، كما ترتكب أعمال خطف وقتل بشكل مستمر.
اقرأ أيضاً: العراق: غموض يكتنف المعارك في بيجي