العراق: مقتل 29 عنصراً من الحرس الثوري الإيراني

04 يناير 2015
التحالف الدولي لم يتدخل في الاشتباكات (حميد حسين/الأناضول)
+ الخط -

كشفت مصادر أمنية عراقية، اليوم الأحد، عن ارتفاع عدد قتلى قوات الحرس الثوري الإيراني في العراق خلال الشهر الماضي إلى 29 عنصراً، بعد وفاة أحد المصابين في مستشفى خاص بمدينة كربلاء متأثراً بجروح أصيب بها في معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش) شمال سامراء.

وأبلغ مسؤول أمني عراقي في وزارة الداخلية ببغداد، "العربي الجديد"، أن "الفترة الأخيرة شهدت اشتباكات مباشرة وعنيفة بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم (الدولة الإسلامية)، قرب سامراء في ستة مواقع مختلفة تكبدت فيها القوات الإيرانية خسائر مادية وبشرية، كما قتل بالمثل عناصر من (داعش)".

وأوضح المسؤول الذي يشغل منصباً رفيعاً في وكالة الاستخبارات العراقية التابعة لوزارة الداخلية أن "الانسحاب الذي شهدته مناطق السد والبو باز والرديني قرب سامراء من قبل المليشيات، إثر هجمات تنظيم (داعش)، اضطرت الحرس الثوري الإيراني إلى التدخل بشكل مباشر في تلك المعارك والاشتباك مع مقاتلي (داعش) بمختلف أنواع الأسلحة مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من كلا الطرفين".

ولفت إلى أن "التحالف الدولي لم يتدخل في تلك الاشتباكات على الإطلاق، لكونها أخذت غير الطابع العراقي"، موضحاً أن "الحرس الثوري فقد 29 عنصراً من أفراده في معاركه مع (داعش) خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي فضلاً عن معدات وآليات مختلفة، وخسر مساحات واسعة من تلك المناطق بسبب استخدام التنظيم الإرهابي انتحاريين عرباً وأجانب".

وأكد أن "المناوشات لا تزال مستمرة بين الطرفين لكنها تتفاوت في حدتها بالنهار لتشتد مساء، حيث وصل المئات من أفراد مليشيا العصائب وبدر للاشتراك بتلك المعارك التي غاب عنها الجيش العراقي النظامي".

وفي السياق نفسه، أشار شهود عيان وسكان محليون في مدينة النجف إلى "استقبال جثث لإيرانيين عسكريين قتلوا قرب سامراء في اليومين الماضيين خلال معارك مع تنظيم (داعش)".

وقال المواطن، رياض سعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "المشهد بات مألوفاً لدى السكان وهو وصول جثث أفراد من الحرس الثوري قتلوا في معارك مع (داعش)".

وفي هذه الأثناء، اعتبر القيادي في جبهة "الحراك الشعبي" في الأنبار، نوفل العاني، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن "القوات الإيرانية المتواجدة بالعراق اليوم لم تنل موافقة الحكومة والبرلمان بشكل رسمي، لكنها باتت أمراً واقعاً حتى أن عناصرها لم يدخلوا البلاد بتأشيرات وإنما عبروا الحدود وبكامل عدتهم وبتواطؤ من رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، وحالياً يعجز العبادي عن التحرك ضد هذا التواجد أو محاولة ضبط إيقاعه".

وأوضح العاني أن "عدم تغطية القوات الأميركية ومساندتها تلك المعارك التي باتت مفضوحة لدى كل العراقيين بين (داعش) والقوات الإيرانية هو دليل على أنها تريد أن يهلك كلا الطرفين بها".

ولفت إلى أن "مناطق شمال سامراء باتت ساحة مواجهة مباشرة بين القوات الإيرانية و(داعش)، وهناك تكتيم إعلامي على الموضوع بشكل غير مسبوق، ويؤكد ذلك انسحاب صحافيين غربيين ومحليين من المنطقة عقب دخول الحرس الثوري إليها وخوض معارك مع التنظيم بسبب خلوها من أي تواجد عسكري نظامي للقوات العراقية".