تعيش محافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران، وضعاً أمنياً حذراً بسبب كثافة وجود المليشيات فيها وسيطرتها على الملف الأمني والقرار السياسي، الأمر الذي وضع أهالي المحافظة في خطر محدق، ما دفع مسؤوليها إلى تقديم طلب رسمي لنزع السلاح من المحافظة.
وقال النائب عن المحافظة، رعد الدهلكي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع الأمني في محافظة ديالى (شمال شرقي البلاد) متأزم للغاية، وإنّ السلاح منتشر بكثافة لدى المليشيات والعشائر التي ينتمي أبناؤها لتلك المليشيات".
وأضاف أنّ "كافة أبناء المحافظة لا يملكون السلاح، عدا تلك العشائر ومليشياتها التي تمتلك حتى أسلحة ثقيلة، وبدا ذلك واضحاً عندما نشبت معارك فيما بينها في بعض المناطق واستخدمت فيها الهاونات والقاذفات وغيرها من أنواع الأسلحة".
وأكّد الدهلكي أنّ "محافظة ديالى اليوم خالية من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الأمر الذي يجعل من كثرة السلاح أمرا مستغربا ولا داعي له"، متسائلاً "ماذا تفعل تلك العشائر والمليشيات بكل هذا الكم الكبير من السلاح داخل المحافظة"؟
وأشار إلى أنّ "مسؤولين من المحافظة قدّموا طلباً إلى رئيس الحكومة حيدر العبادي بنزع السلاح بشكل كامل من محافظة ديالى، وإعلانها محافظة منزوعة السلاح، على أن يتخذ هذا القرار ويطبّق على الجميع بما فيها المليشيات"، منتقداً "عدم وجود نية حقيقية وإرادة لدى الحكومة لتطبيق القرارات التي تحافظ على حياة المواطنين في ديالى".
بدوره، حذّر أحد شيوخ المحافظة، الشيخ سالم العزاوي، من "مغبة استمرار الإهمال الحكومي لملف ديإلى الأمني، وتأثير ذلك على حياة المواطنين".
وقال العزاوي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "محافظة ديالى اليوم تعيش على صفيح ساخن، وإنّ وضعها الأمني قد ينفجر بأي لحظة، بسبب عدم وجود رادع أو قوة تقف بوجه المليشيات المنفلتة والتي باتت الخطر الوحيد الذي يهدّد أمن المحافظة".
وأشار إلى أنّ "نزع سلاح المحافظة بات ضرورة ملحة، ويجب على الحكومة اتخاذ قرار بهذا الشأن لمقتضيات حفظ الأمن في ديإلى".
ولفت إلى أنّ "الحكومة يجب عليها اليوم ألّا تقف موقف المتفرّج، وأن تكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، وأن تتعامل مع الملف الأمني في ديالى بمهنية وبعيداً عن المجاملات على حساب أرواح المواطنين".
وتشهد محافظة ديالى توتراً أمنيّاً مستمراً، بسبب سيطرة مليشيا "الحشد الشعبي" على كافة مفاصلها، الأمنية والسياسية، الأمر الذي أتاح لها المجال لتنفيذ أجندتها من أعمال القتل والخطف والتهجير، دون خوف من أحد.