يثير ملف منع النازحين من العودة إلى ديارهم قلق الأهالي والمسؤولين، إذ إنّ كافة المبررات التي قدمت لمنع هذه العودة قد انتهت، بينما تتمسك المليشيات بمنعهم حتى اليوم، الأمر الذي استدعى مطالبة بتدخل أممي لحسم هذا الملف.
ويعد ملف نازحي جرف الصخر، في شمال محافظة بابل، من أكثر هذه الملفات تعقيدا، إذ ما زال الأهالي يرزحون تحت ذل مخيمات النزوح، بينما تدعي حكومة بابل عودتهم.
وقالت عضو لجنة المرحلين والمهجرين، لقاء وردي، في بيان صحافي، إنّ "أكثر من 100 ألف مواطن من أهالي جرف الصخر مازالوا نازحين في المخيمات، أغلبهم في إقليم كردستان، على الرغم من تحرير مناطقهم منذ أكثر من عامين وسبعة أشهر".
وحمّلت وردي "المسؤولين في محافظة بابل وحكومتها المحلية المسؤولية القانونية والأخلاقية عن منع هؤلاء النازحين من العودة، على اعتبارهم المسؤولين المباشرين عن البلدة"، مؤكدة "وجود مخاوف لإخفاء الحقائق وتحميل أهالي البلدة مسؤولية التقصير، وإظهارهم وكأنّهم لا يرغبون بالعودة، وهذا الشيء خلاف للواقع".
ودعت المتحدثة ذاتها مبعوث الأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، إلى "الضغط على الحكومة العراقية لإيجاد حل يضمن عودة هؤلاء النازحين إلى مناطقهم".
ومنذ ما يقرب الثلاث سنوات، ما يزال أهالي جرف الصخر خارج منازلهم، بينما تسوق المليشيات التي تسيطر على بلدتهم حججا مختلفة لتأخير عودتهم؛ ومنها تطهير البلدة من العبوات الناسفة، وتدقيق الملفات الأمنية للأهالي، وغير ذلك من الحجج.
وفي السياق، أكد عضو المجلس المحلي للبلدة، خالد الجنابي، أنّ "كل الحجج والذرائع التي تتذرع بها المليشيات والجهات المسؤولة انتهت.. فبعد هذه الفترة التي قاربت الثلاث سنوات لم تبق عبوات ناسفة ولا متفجرات، وإذا كان هناك تدقيق أمني لملفات النازحين فيجب أن يكون اكتمل خلال هذه الفترة الطويلة، كما أنّه لا وجود لتنظيم "داعش"، لا في البلدة ولا في البلدات المجاورة".
وأشار الجنابي إلى أنّ "القضية واضحة للجميع، فهي سياسية، والبلدة تتعرّض اليوم لتغيير ديموغرافي، والحكومة المحلية والمركزية على علم به"، مطالبا حكومة بغداد بـ"أن تكون حازمة وتراعي معاناة الأهالي النازحين، وتتدخل بشكل مباشر لإعادتهم".
وكان نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، قد أكد في وقت سابق أنّ ملف إعادة أهالي جرف الصخر بيد إيران.
يشار إلى أن القوات العراقية أعلنت عن استعادة مدينة جرف الصخر في محافظة بابل من سيطرة تنظيم "داعش" نهاية عام 2014، لكنها سلّمتها لمليشيات "الحشد الشعبي"، التي لم تسمح لنازحيها بالعودة.