العراق: مراكز التدليك مهددة بالإغلاق أو التفجير

20 فبراير 2018
تصاعد الجدل حول أخلاقية هذه المراكز (فيسبوك)
+ الخط -
أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، اللواء سعد معن، اليوم الثلاثاء، عن وقوع تفجير بعبوة ناسفة استهدف مركزا للتدليك (مساج) في منطقة الكرادة وسط بغداد مساء الإثنين، وأسفر عن إصابة خمسة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، بحسب بيان صحافي. وكان قد سبقه تفجير مماثل الأحد بحي الغدير جنوب شرقي العاصمة لم يسفر عن خسائر بشرية، لكنه دمر أجزاء كبيرة من مركز التدليك المستهدف، وفقا لما ذكرت مصادر أمنية.       

ولم يستسغ المجتمع العراقي بعدُ انتشار مراكز التدليك التي تحولت إلى مقصد للشباب لأخذ جلسة تدليك مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 50 و100 دولار من طرف عاملات آسيويات، 
وفقا لإفادة بعض مرتاديها لـ "العربي الجديد".

وتصاعد الجدل مؤخرا حول أخلاقية هذه المراكز، ومدى مطابقتها للشروط الصحية، وهناك من طالب بإغلاقها لما تمثله من خرق للعادات والموروث العراقي الذي لم يألف إلا الحمّامات الشعبية.

ومؤخراً، نفذت جماعات مسلحة في بغداد تابعة لفصائل ضمن مليشيا الحشد الشعبي، بحسب مصادر في جهاز الشرطة، سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وقنابل استهدفت عددا من تلك المراكز أدت إلى تدميرها بعد توزيع بيانات تهديد تطالب القائمين عليها بإغلاقها فورا، وهو ما استجابت له بعض المراكز، فيما رفضت أخرى الخضوع لهذه التهديدات، وطالبت بتوفير حماية لها من قبل الشرطة، إلا أن تلك الحماية لم تكن كافية حيث تم استهداف أربعة منها خلال الشهر الجاري.

ووفقا لمسؤول برتبة عقيد في جهاز الشرطة العراقية ببغداد، فإن "هجمات مراكز التدليك تقف وراءها جماعة مسلحة تطلق على نفسها هيئة الأمر بالمعروف، وحسب التحريات فإنها تتبع فصائل مسلحة تعمل ضمن الحشد الشعبي".

وبين لـ "العربي الجديد" أن "تلك الهجمات لا علاقة لها بأي شبهة إرهابية، وفي العادة يتم استهداف هذه المراكز ليلا بعد خروج كافة الزبائن منها وإغلاقها، ولأول مرة يتم تسجيل جرحى في تفجير أمس، ضحاياه كانوا مارين قرب مركز تدليك بالصدفة"، مؤكدا أن عبوات ناسفة وقنابل يدوية وأخرى صوتية تستخدم في تلك الهجمات التي تستهدف إغلاق هذه المراكز، مشيرا إلى أن العاملات الآسيويات غادرن العراق خوفا".

ويقدّر عدد مراكز التدليك بأكثر من 50 افتتحت مؤخرا في بغداد، وجميعها حاصلة على ترخيص من وزارة الصحة، وقد تم إغلاق أكثر من 20 مركزا مخالفا للشروط الصحية.

ويقول الدكتور حسين سعيد من دائرة المفتش العام بوزارة الصحة العراقية لـ"العربي الجديد"، إنّ "المراكز بشكل عام مرخصة، لكن بينها من امتهن الدعارة واتخذ عنوان التدليك غطاء لهذه الممارسات، وهناك إقبال من المراهقين والشباب عليها".

ويضيف " تقوم الوزارة بحملات تفتيش على تلك المراكز وتعمل على معالجة تلك المشكلة تحديدا، كونها تدفع الجماعات الراديكالية المسلحة ببغداد إلى استهدافها".

مصادر مقربة من مليشيات الحشد الشعبي تحدثت لـ"العربي الجديد" عما وصفته تصرفا فرديا من قبل أفراد، وأنه لا علاقة للحشد بالهجمات الحالية على مراكز التدليك وقبلها منازل شرقي بغداد اتهمت بمزاولة الدعارة.

مطالب بإغلاق هذه المراكز (فيسبوك)

وأكد مصدر مقرب من الحشد في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أنّ هناك مجموعة مسلحة من الحشد تنتمي لعدة فصائل وتتواجد بمنطقة الكرادة في بغداد هي من تتولى عمليات الاستهداف، مضيفا أن "الحشد سيتعاون مع الشرطة في اعتقالهم ولن يترك الأمور لاجتهادات من قبل الأفراد، رغم أن مؤسسة الحشد غير راضية عن تلك المراكز" على حد قوله.

 

يتم استهداف مراكز التدليك وتفجيرها (فيسبوك)