وقال نائب في التحالف الوطني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأزمة بين الصدر والعبادي بلغت ذروتها، بعد أن حذّر العبادي من وجود أي مظاهر مسلحة بين المتظاهرين، وهدد بالتعامل معهم كإرهابيين"، مشيرا إلى أنّ "العبادي كان قد جهّز قوات خاصة وضعها على مقربة من متظاهري الصدر في ساحة التحرير في الجمعة الماضية، ومنح القوة حق التصدّي لأي تصرف خارج عن إطار التظاهر أو محاولة الاقتراب من المنطقة الخضراء".
وأضاف أنّ "الصدر أحيط علما بإجراء العبادي، الأمر الذي أجبره على الانسحاب بعد دقائق من اعتلائه المنصة في ساحة التظاهر، حرصا على حياته"، مشيرا إلى أنّ "الصدر يعدّ لتظاهرات حاشدة أخرى خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين، محاولا توفير الحماية اللازمة لأتباعه المتظاهرين، من خلال تواجد مليشياته "سرايا السلام" معهم، الأمر الذي أزّم الأمور مع الحكومة بشكل خطير".
وأشار النائب، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أنّ "العبادي بدوره يسعى لبسط سلطة الدولة على التظاهرات، وأنّه يستعد لمواجهة أي مظاهر مسلّحة فيها"، مشيرا إلى أن "الأمر بلغ ذروته بين الجانبين، بينما تسعى بعض كتل التحالف الوطني إلى لملمة الأزمة، خوفا من الصدام المسلّح".
وأوضح أنّ "بعض قادة التحالف، ومنهم زعيم "المجلس الأعلى"، عمار الحكيم، يقودون اجتماعات وحوارات بين الطرفين، محاولين حل الأزمة"، مؤكّدا أنّه "حتى الآن لا توجد بوادر لحل الأزمة بسبب تعنت الطرفين وعدم إبداء أي مرونة".
وحذّر من "عواقب خطيرة في حال بلغ التأزم حد الصراع المسلّح".
في غضون ذلك، أعلن مقتدى الصدر أنّه "يخوّل الجماهير تقرير مصيرهم بأنفسهم".
وقال الصدر، في بيان صحافي أصدره اليوم، بشأن انسحابه من ساحة التظاهر يوم الجمعة الماضية: "أعتبر نفسي مشاركا للمتظاهرين، أي كأحدهم، وأخولهم حق تقرير مصيرهم".
من جهتها، حذّرت نائبة عن كتلة الصدر، زينب الطائي، من "خطورة الأوضاع في البلاد". وقالت إنّ "الأوضاع في البلاد تسير نحو الأسوأ، من دون أن نلمس أي خطوات للإصلاح من قبل العبادي".
وما إن عاود البرلمان العراقي عمله من جديد، حتى قاطعت كتلة الصدر جلساته، في الوقت الذي تدفع باتجاه تأليب الشارع ضد الحكومة، الأمر الذي فاقم من الأزمة السياسيّة مجدّدا.