العراق: عملية عسكرية وشيكة لتحرير جزيرة الرمادي من "داعش"

تستعد قوات الأمن العراقية ومقاتلو العشائر ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محافظة الأنبار، غرب العراق، لشن عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على منطقة جزيرة الرمادي، شمال غرب المدينة، مركز المحافظة، في الوقت الذي يستمر طيران التحالف الدولي في ضرب أهداف تابعة للتنظيم تمهيدا للعملية الوشيكة.

وأعلن المسؤول عن ملف مقاتلي العشائر، الفريق رشيد فليح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "ساعة الصفر لتحرير جزيرة الرمادي وهيت والبغدادي باتت قريبة جدا"، مؤكدا "قرب انطلاق العمليات العسكرية لتحرير ما تبقى من المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" بمحافظة الأنبار".

وقال فليح إن قوات الجيش العراقي والحشد العشائري أكملت الاستعدادات العسكرية للهجوم على جزيرة الرمادي وهيت والبغدادي، وأنه "تم اختيار نوعية القوات التي ستكون رأس الحربة في هذه المعركة، بالإضافة إلى اختيار القطعات الأمامية التي ستقع عليها مسؤولية فتح الممرات العسكرية في تلك المناطق الوعرة، بعد التنسيق بين قيادتي "الحشد العشائري" والجيش والاستخبارات العسكرية بما توفره من معلومات بشأن تجمعات "داعش" وطرق دفاعهم عن مواضعهم".

كما أعلن مسؤولون عسكريون أن العملية العسكرية في مناطق غرب الرمادي تشهد تحديات إضافية، تتمثل بوجود آلاف العوائل التي ما تزال تسكن في مناطق المحمدي وأبو طيبان وجزيرة هيت، مشيرين إلى أن قوات الأمن العراقية، وبمساعدة مقاتلي "الحشد العشائري"، تمكنوا من إخلاء مئات الأسر من هذه المناطق إلى مناطق آمنة".

وفي السياق، كشف مصدر عسكري بقيادة عمليات الأنبار أن "طيران التحالف الدولي وجّه ضربة جوية استهدف فيها مقرا للتنظيم في منطقة البو علي الجاسم، بجزيرة الرمادي، ما أدى إلى مقتل 12 من عناصر "داعش"، بينهم القيادي التنظيم أبو طلحة التونسي".

من جهة ثانية، أعلن مسؤولون محليون بالمحافظة أن منطقة النساف غربي مدينة الفلوجة شهدت اليوم عودة عشرات الأسر النازحة إليها بعد تهيئة المنطقة وتنظيفها من المخلفات الحربية والعبوات الناسفة التي تركها تنظيم "داعش"".

وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، محمد ياسين، في تصريح صحافي، إن "لجنة إعادة الأسر النازحة بمحافظة الأنبار قامت هذا اليوم بإعادة 100 أسرة نازحة من أهالي مناطق البو علوان والحلابسة إلى منازلها"، مضيفا أن "الأيام القادمة ستشهد عودة أهالي منطقة الحصي إلى منازلهم بعد مضي أكثر من عام ونصف العام على تواجدهم في مخيمات النازحين بمنطقة عامرية الفلوجة".

وكان مجلس محافظة الأنبار قد أعلن عن وضع جدول زمني، بالتنسيق مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لعودة الأسر النازحة من مناطق محافظة الأنبار إلى أماكن سكناها بعد سيطرة القوات الأمنية العراقية عليها وطرد عناصر "داعش" منها، مؤكدا، في الوقت ذاته، استمرار العمليات العسكرية في مناطق غرب المحافظة لطرد التنظيم من مدن عانة وراوة والقائم، والتي تشكل آخر معاقله في المحافظة.