كشفت مصادر أمنية عراقية أمس الجمعة أن مطار البصرة الدولي (450 كلم جنوب العاصمة بغداد) تعرض لعملية سطو مسلحة شنتها عصابة مجهولة مدججة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، أقدم عناصرها على اقتحام المطار بصحبة سيارات حمل كبيرة.
وذكرت المصادر الأمنية في البصرة لـ"العربي الجديد" أن "العصابة اقتحمت المطار رغم وجود حراسات أمنية وعناصر من الشرطة، مصطحبة معها شاحنات حمل كبيرة إلى داخل المطار، وسرقت معدات ومواد مختلفة منها دون التمكن من معرفتها".
وأكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس البصرة جبار الساعدي في تصريح صحافي أمس أن "عصابة مسلحة اقتحمت مطار البصرة وقامت بتقييد عناصر الأمن المسؤولين عن حماية المطار".
وتابع الساعدي "توجهت العصابة نحو الطريق المؤدي إلى القاعدة الجوية والقنصلية الأميركية، وسرقت معدات ثقيلة موجودة هناك منذ عام 2003 من مولدات كهرباء وجرافات عملاقة ورافعات".
وأشار إلى أن "الجهات الأمنية فتحت تحقيقاً في الحادث لمعرفة ملابساته في وقت تتولى فيه مهمة حماية المطار جهات أمنية مختلفة تتولى تأمين مداخل ومخارج المطار كافة".
وذكر شهود عيان في المطار أن العصابة أدخلت عشر شاحنات حمل كبيرة إلى داخل المطار، ومرت عبر نقاط التفتيش الأمنية المخصصة لحماية المطار، ثم حمّل أفراد العصابة المعدات الثقيلة في سيارات الحمل وأخرجوها من المطار إلى جهة مجهولة.
العملية لم تكن الأولى بين عمليات السطو المسلح المنتشرة بكثرة في البلاد خاصة منذ مطلع عام 2014 وحتى اليوم، لكنها لم تكن على هذا المستوى بل غالباً ما تستهدف منازل المواطنين الأثرياء ورجال الأعمال وشركات الصرافة الصغيرة لسرقة الممتلكات والأموال.
وتطورت عمليات السطو المسلح في العراق بوضوح، وبدأت تستهدف سيارات نقل أموال المصارف الحكومية والأهلية، وهي مدججة بالأسلحة المختلفة بما فيها قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف.
ورصدت وزارة الداخلية العراقية في تقارير سابقة إحصائيات عمليات السطو المسلح في بغداد وضواحيها، مبينة أن ما لا يقل عن ست عمليات سطو مسلح تحدث في العاصمة يومياً، تطاول منازل المواطنين أو مقار شركات صرافة أو شركات مختلفة.
ودفعت ظاهرة السطو المسلح عشرات الأثرياء ورجال الأعمال العراقيين إلى مغادرة البلاد، في حين تقف أجهزة الأمن عاجزة عن ملاحقة تلك العصابات لارتباط معظمها بمليشيات مسلحة تمتلك سلطة ونفوذاً واسعين في الدوائر والمؤسسات الأمنية العراقية.