وأعلن قائد عمليات الجيش في جنوب العراق، اللواء علي إبراهيم، عن استقدم وحدات خاصة للمحافظة صباح الثلاثاء، وفقا لبيان صحافي صدر عنه.
وأضاف إبراهيم أن "عملية أمنية واسعة انطلقت اليوم في مدينة ميسان، تشمل كافة البلدات والقرى التابعة لها لضبط الأمن وملاحقة المتورطين بالاشتباكات العشائرية المسلحة"، وأنه "تم استقدام أفواج من قوات الطوارئ وقوات النخبة من محافظة واسط المجاورة ومن بغداد، فضلاً عن قوات عسكرية خاصة بقيادة العمليات وبإسناد جوي من قياد طيران الجيش العراقي".
يأتي ذلك بعد نداء أطلقه محافظ ميسان، علي دواي، للحكومة العراقية خلال اجتماع أمني طارئ لمجلس ميسان، طالب فيه بـ"ضرورة فرض الأمن في المحافظة، واستقدام قوات من خارج المدينة، نظراً لضعف مديرية شرطة المدينة في السيطرة على ما يجري".
وكان مسؤولون أعلنوا، قبل أيام، عن سقوط بلدة الكحلاء في ميسان بيد العشائر بشكل كامل، بعد معارك طاحنة جرت بين عدد من عشائر المحافظة استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة، بما فيها صواريخ قصيرة المدى ومدافع هاون وقاذفات الـRBG 7 المحمولة على الكتف.
وحول سبب تلك النزاعات المسلحة بين العشائر، قال رئيس لجنة الطاقة في مجلس ميسان، راهي البزوني، إن "النزاعات المسلحة بين العشائر اندلعت بسبب الخلاف على واردات منفذ الشيب الحدودي مع إيران، لأن العشائر تفرض سيطرتها عليه"، مبينا، في تصريحات صحافية، أن "الدولة يجب أن تبسط سيطرتها على الملف بشكل كامل".
من جهته، أكد مسؤول بجهاز الشرطة المحلية، لـ"العربي الجديد"، أن سبب الاشتباكات يعود إلى "تنافس على اقتسام عائدات المنفذ الخارجية"، مضيفا أن "العشائر تتنافس على عدة زوايا في المنفذ، منها التحميل والتفريغ للبضائع، وأخرى تتعلق بالنقل وسيارات الأجرة، وأخرى تهم التخليص الجمركي، وتعتبر كل عشيرة من عشائر المدينة أن لها الحق في تولي ذلك كون العائدات المالية ضخمة للغاية"، واصفا ذلك بـ"المهزلة ودليل على ضعف الدولة".
وأصدرت قيادة شرطة ميسان بياناً، أمس الاثنين، قالت فيه إن "قوات الأمن ألقت القبض على عدد من المتسببين بإثارة النزاع العشائري المسلح بعد ورود معلومات استخبارية عنهم".
وتابعت أن "القوت الأمنية توجهت نحو مكان النزاع وقامت بتطويقه والرد على مصادر النيران، وألقت القبض على 12 متهماً بإثارة الصراع، وهم قيد التحقيق".
وطالبت مديرية الشرطة شيوخ ووجهاء عشائر ميسان بـ"ضبط النفس والتعقل واللجوء إلى القانون لحل المشاكل العالقة بين العشائر، وعدم استخدام السلاح في النزاعات".
وكشفت مصادر عشائرية أن العشائر تسيطر على منفذ الشيب الحدودي مع إيران، وتتقاسم وارداته رغماً عن إرادة الدولة، و"لا أحد يستطيع الوقوف بوجهها لامتلاكها أسلحة ثقيلة ومعدات عسكرية وصواريخ ومدافع".
وذكرت وزارة الصحة في ميسان أن شخصين على الأقل أصيبا بجروح مختلفة نتيجة النزاع العشائري المسلح الذي اندلع في المدينة.
وتعتبر المحافظة إحدى أبرز بؤر الصراعات العشائرية المسلحة في العراق بعد عام 2003، وخرج منها عدد من قادة مليشيات "الحشد الشعبي"، وتطوع الآلاف من أبنائها في صفوف المليشيات المتهمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد المدنيين خلال الحرب على "داعش".
وتنتشر في جنوب العراق، وخاصة ميسان، تجارة الأسلحة والمخدرات.
وتجري بين الآونة والأخرى صراعات عشائرية كبيرة جنوب العراق، وخاصة في البصرة وميسان وبابل وكربلاء، نتيحة خلافات عشائرية على مواضيع مختلفة، كالماء والأراضي الزراعية والثارات القديمة، وغيرها.
وتداول ناشطون مقاطع تسجيلية أظهرت لحظات تبادل إطلاق النار بين العشائر، وانتشارا كثيفا لمسلحين عشائريين في شوارع المدينة، كما نشر آخرون تسجيلاً أظهر لحظة دخول القوات العراقية الخاصة وقوات جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الطوارئ لضبط الأمن.