كشف مصدر مسؤول في وزارة النفط العراقية، لـ"العربي الجديد" عن عودة شركات نفطية أجنبية، لتطوير الحقول في المناطق المحررة، بينما زادت القوات الأمنية بدورها من إجراءاتها لتأمين المشاريع.
وكانت وزارة النفط العراقية قد أحالت عددا من الحقول النفطية والغازية إلى شركات أجنبية لغرض زيادة إنتاجها، لكنّ الشركات انسحبت من المناطق التي سيطر عليها تنظيم "داعش" خلال السنوات الفائتة.
وقال المسؤول العراقي، الذي رفض ذكر اسمه، إنّ "بعض الشركات النفطية الأجنبية، التي كانت قد فازت بتطوير حقول النفط والغاز قبيل اجتياح داعش للعراق عام 2014 بدأت العودة إلى العمل في تطوير أعمالها في الحقول النفطية والغازية"، مشيراً إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد عودة شركات نفطية أخرى إلى المناطق المحررة.
وأوضح أنّ "المشاريع التي توقف العمل بها في تلك المناطق ستعود من جديد، كحقل عكاز في محافظة الأنبار، الذي كان قد أحيل إلى شركة كوكاز الكورية وتوقف العمل فيه بسبب سيطرة داعش عليه قبل أربع سنوات".
وأكد أنّ "نحو أربع شركات عادت إلى العمل في الموصل وصلاح الدين، لتطوير حقول نفطية، وأنّ شركة بي بي البريطانية هي الأخرى، ستقوم بتنفيذ أعمالها في حقول كركوك النفطية العملاقة".
وشدّدت القوات الأمنية إجراءاتها التأمينية للمشاريع النفطية في المناطق المحرّرة، بهدف تشجيع الشركات على العودة إليها.
وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار كريم هلال، أنّ "حقل عكاز للغاز سيوفر فرص عمل كثيرة لأبناء المحافظة، كما سيوفر مادة الغاز لجميع المحافظات العراقية، وسيصدر كميات كبيرة منه إلى الدول المجاورة".
ولم يقتصر دخول الشركات النفطية إلى المناطق المحررة فحسب، بل شمل مشاريع في جنوبي البلاد. وأكد، محافظ ذي قار يحيى الناصري، "قرب دخول إحدى الشركات الروسية لتطوير حقل نفطي بطاقة 150 ألف برميل يوميا، والذي تصل مخزوناته إلى مليار برميل من النفط الخام".
وأوضح، أنّ "المحافظة تولي أهمية كبيرة لتطوير القطاع النفطي فيها، عبر حقولها الأربعة التي يصل إنتاجها الحالي إلى نحو 250 ألف برميل يوميا".
من جهته، قال الخبير النفطي العراقي حسين الجميلي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "تحسن الأوضاع الأمنية في عموم البلاد وخاصة المناطق المحرّرة في كركوك والأنبار ونينوى سيسهم بعودة المزيد من الشركات النفطية التي فازت في جولات التراخيص السابقة".
وأشار إلى أنّ "عودة الشركات ستكون بداية مبشرة لتعزيز الاقتصاد العراقي، الذي تكبّد خسائر باهظة عقب سيطرة داعش على مناطق واسعة من البلاد".