سلسلة اعتداءات إرهابية تكشف وهن الأمن في كركوك العراقية

08 أكتوبر 2018
لا يزال "داعش" يهدد أمن كركوك(علي مكارم غريب/Getty)
+ الخط -


مع اشتداد الخلاف السياسي حول مستقبل إدارة مدينة كركوك العراقية بين الحزبين الكرديين الحاكمين في إقليم كردستان ("الاتحاد الوطني" و"الديمقراطي الكردستاني")، بشأن نيل منصب المحافظ فيها، تكثف الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم "داعش" ضرباتها التي تستهدف المدنيين، من خلال سلسلة كمائن واغتيالات واعتقالات لمنتسبين للأجهزة الأمنية، وتحديداً في أطراف قضاء الحويجة وداقوق، وصولاً إلى جبال حمرين التي لا يزال التنظيم يسيطر على أجزاء واسعة منها.

ونشر تنظيم "داعش" أخيراً، تسجيلاً مصوراً ضمن سلسلة إصداراته لما يسميها "ولاية كركوك"، أظهر جرائم مختلفة نفذها عناصره بحق مسؤولين محليين من مخاتير الأحياء الواقعة على أطراف بلدة الحويجة، جنوب غربي المدينة، فضلاً عن اعتقال منتسبين في "الحشد العشائري"، وتنفيذ جملة إعدامات نفذت بالرصاص الحي في الرأس، وذبح عدد منهم، بالإضافة إلى استهداف آليات للجيش والشرطة العراقيين بواسطة عبوات زرعها التنظيم في شوارع متفرقة. وأظهر التسجيل كذلك تحرك عناصر "داعش" بسهولة لافتة في سفوح جبال حمرين.

وبرغم عمليات "التطهير" العسكرية التي تطلقها القوات الأمنية العراقية، إلا أن التواجد الإرهابي لا يزال يمثل تهديداً جدياً للسكان.

وأوضح مسؤول محلي في مدينة كركوك، لـ"العربي الجديد"، أن "الأحياء الواقعة بين قضاءي الحويجة وداقوق، جنوب وجنوب غربي كركوك، امتداداً إلى جبال حمرين، هي مناطق متنوعة التضاريس، تضم ودياناً وأراضي زراعية، وكذلك مناطق جبلية تسهل لتنظيم داعش إنشاء الخنادق والتخفي في الكهوف"، مبيناً أن "المعقل الأخطر لداعش هو وادي زغيتون القريب من ناحية الرشاد جنوب شرقي الحويجة، والذي يمتد إلى مناطق قريبة من قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، وكذلك قرى ناحية الرياض في الحويجة".

وأضاف المسؤول أن "القوات الأمنية أطلقت أكثر من عملية تطهير واحدة، تمكنت خلالها القضاء على عدد من الإرهابيين، وبرغم المساحة الواسعة لهذه المناطق التي تخلو بعضها من السكان، لكن القطعات الأمنية لم تستطع وضع ثكنات عسكرية فيها، ما يجعل هذه المناطق خالية من تواجد القوات الأمنية، ما يسهل عودة داعش لتنفيذ عملياته"، لافتاً إلى أن "هذه المناطق تحتاج جهداً جوياً متواصلاً عبر الطائرات المسيرة، لرصد أي تحرك لهذه العناصر الإرهابية".

ولفت المصدر إلى أنه "لا توجد حتى الآن أي إحصائية لأعداد عناصر داعش المتواجدين في هذه المناطق، لكن بحسب المعلومات المتوفرة لدى مجلس محافظة كركوك، فإن أغلبيتهم هم ممن فروا من معارك الموصل والحويجة، كما لا يُعرف إن كانوا من الأجانب (العرب أو الغربيين) أو من العراقيين، لكن أغلب الإرهابيين الذين قتلوا خلال عمليات التطهير الماضية كانوا عراقيين".


إلى ذلك، أكد رئيس الجبهة التركمانية والنائب في البرلمان العراقي عن محافظة كركوك أرشد الصالحي، أن "تنظيم داعش لا يزال يهدد أمن كركوك ومواطنيها"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن التنظيم "يستغل الأزمات السياسية وأوقات الفراغ الحكومي، والانشغال بالقضايا السياسية وبأزمة تشكيل الحكومة". وبحسب رأيه، فإنه "خلال الشهرين المقبلين، ستكون الأزمة الأمنية أكبر، وأكثر حرجاً، لاسيما مع ازدياد النشاط الإرهابي في كركوك والفلوجة والصينية".

ولفت إلى أن "جهات سياسية تدفع لأن تكون المحافظة معقلاً للجماعات الإرهابية، وجعلها مدينة غير آمنة، كي تحقق غايات سياسية معينة، وهي تريد أن يصبح التنظيم أكثر قوة في كركوك، لكننا نحاول من خلال مشاريعنا السياسية تحسين الأوضاع عبر تنفيذ سياسات أمنية واجتماعية".

يذكر أن الحزبين الكرديين الحاكمين في إقليم كردستان، يتنافسان حالياً على نيل منصب محافظ كركوك. ويعتبر حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" أن المنصب جزء من "الاستحقاق الانتخابي".

وفي هذا الإطار، قال عضو الحزب غياث السورجي، إن الاتحاد الكردستاني لن يتنازل عن المنصب، لافتاً في تصريح صحافي إلى أن "الديمقراطي لا يمتلك سوى مقعد واحد ونصف المقعد عبر الكوتا في كركوك، ولذلك من غير الممكن حصوله على منصب المحافظ".