فجرت مطالبة المنامة أخيرا بغداد بتسليمها نحو 40 مطلوباً بحرينياً يقيمون في العراق منذ سنوات، خلافاً كبيراً بين رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وقيادات في مليشيا "الحشد الشعبي" وأحزاب يمينية ضمن التحالف الوطني، أبرزهم حزب "الدعوة" بزعامة، نوري المالكي، عدا عن شخصيات دينية في مدينة النجف حيث يقيم أغلبهم هناك، وفقا لما كشف عنه مسؤولون حكوميون وسياسيون لـ"العربي الجديد".
وقدمت الحكومة البحرينية نهاية الشهر الماضي للعراق طلباً رسمياً عبر سفارتها في بغداد تطالب بتسليم مطلوبين للقضاء البحريني بتهمة الإرهاب والتخطيط لقلب نظام الحكم في البلاد، كان قد فر أغلبهم إلى العراق منذ سنوات، على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المنامة عام 2011.
وقال مسؤول عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إن أطرافا في "الحشد الشعبي" وجهات سياسية ودينية حذرت العبادي من مغبة تسليم البحرينيين المقيمين بالعراق والمطلوبين للمنامة، كاشفا أن "المطلوبين الذين يقيم غالبيتهم في النجف يحظون بحماية ورعاية من الحشد وشخصيات دينية معروفة".
ووفقا للمسؤول ذاته، فإن امتناع العراق عن تسليمهم سيوقعه في حرج مع الشرطة الدولية "إنتربول" التي وقع معها عدة اتفاقيات خلال فبراير/ شباط الماضي تنص إحداها على اعتماد المذكرات الصادرة منها والتعاون في تسليم المطلوبين، كما أنها قد تدفع مستقبلا دولا خليجية وعربية إلى التعامل بالمثل مع العراق.
وعدد كبير من بين المطلوبين البحرينيين أدينوا بالسجن المؤبد والإعدام، يقيمون بالعراق مثل حبيب الجمري والشيخ حميد السعد ونعمة الجرهمي، ولهم علاقات واسعة مع "الحشد".
وفي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي نظم أول مؤتمر لما أطلق عليه "المعارضة البحرينية" تخلله معرض للصور والرسوم أثار امتعاضا واسعا من قبل البحرين التي وجهت استدعاء للسفير العراقي بالمنامة وسلمته مذكرة احتجاج.
والأسبوع الماضي قال السفير البحريني في بغداد، صلاح المالكي، إن بلاده تقدمت لوزارة الداخلية العراقية بقائمة تضم أسماء مطلوبين للبحرين يقيمون حاليًا بالعراق، ومطلوبين من "الإنتربول" الدولي.
وأكد في تصريحات لصحيفة "الصباح" العراقية الرسمية أن هناك جهوداً تبذل من قبل الداخلية العراقية من أجل تسليمهم وأن هناك متابعة مستمرة من قبل وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، في هذا الصدد، معربا عن أمله في أن يتم تقديم المطلوبين البحرينيين للقضاء.
في المقابل، يتردد في أوساط مقربة من مليشيات "الحشد الشعبي" أن نقل المطلوبين البحرينيين إلى إيران لتخليص الحكومة من الحرج، هو خيار طرحته بعض الأوساط السياسية.
وبحسب المصادر ذاتها فإن "هناك مقترحا بإخراج البحرينيين إلى إيران لكن أطرافا داخل الحشد ترفض ذلك، وتعتبره تنازلا من قبل الحكومة العراقية أمام البحرين".