يواصل مجلس النواب العراقي، عملية التصويت السري لانتخاب رئيس للبرلمان، وسط توقعات بجولة ثانية، في حال لم يحصل أي من المرشحين على أغلبية النصف زائدا واحدا.
وقال مصدر من داخل البرلمان، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "الجلسة شهدت انسحاب النائب أحمد الجبوري من الترشّح لرئاسة البرلمان، وكذلك النائب عن محافظة كركوك محمد تميم، ومن ثم انسحب النائبين طلال الزوبعي ورعد الدهلكي".
وعقب الانسحابات، اقتصرت المنافسة على أربعة مرشحين؛ هم: رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي، ووزير الدفاع المقال خالد العبيدي، ومحافظ الأنبار السابق محمد الحلبوسي، ومقرر البرلمان الأسبق محمد الخالدي، بحسب المصدر، مبيّناً أنّ "الحلبوسي يعدّ الأوفر حظاً للفوز بالمنصب، بينما يعد العبيدي منافسه الأقوى".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر داخل البرلمان، أنّ تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اتفق مع تحالف "الفتح" (الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي)، على إعطاء منصب النائب الأول لرئيس البرلمان لحسن كريم عن "سائرون"، فيما قدمت الأحزاب الكردية بشير خليل مرشحاً لمنصب النائب الثاني لرئيس البرلمان.
وشهدت الساعة الأولى من عمر الجلسة، انسحاب كتل "سائرون"، و"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، وأعقبهما انسحاب نواب ائتلاف "النصر" (يرأسه رئيس الوزراء حيدر العبادي) و"الوطنية" (يرأسه رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي)، ومن ثم عادوا لحضورها.
من جهته، قال القيادي في تحالف "سائرون" رائد فهمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخروج من الجلسة هو لغرض التشاور بين النواب، لا سيما بعد انتشار خبر شراء الحلبوسي للمنصب بمبلغ 30 مليون دولار"، مشيراً إلى أنّ "نواب (النصر) حاولوا أن يتفهموا حقيقة الأنباء التي تحدثت عن شراء الحلبوسي للمنصب".
إلى ذلك، قالت النائبة في البرلمان العراقي ندى شاكر، إنّ "بقاء الوضع الهستيري في البرلمان لساعات مقبلة، قد يسفر عن فشل الجلسة وعدم انتخاب رئيس البرلمان".
وأضافت، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "الانسحابات التي شهدها البرلمان تدل على عدم قبول المنسحبين بالأسماء المطروحة للمنصب، ولكن المنسحبين عادوا، لكن هذا لا يعني أنّ من المؤكد نجاح الجلسة اليوم".
ويتوقع نواب، اللجوء إلى جولة ثانية لحسم اختيار رئيس البرلمان، لا سيما في حال لم يحقق أحد المرشحين النصاب المطلوب.
وفي هذا الإطار، قال النائب عن ائتلاف الحكومة حسن خلاطي، إنّ "التنافس سيكون على أشده بين الحلبوسي والعبيدي، وفي حال لم يحصل أي منهما على أصوات النصف زائدا واحدا (165 صوتاً) سيتم اللجوء إلى جولة جديدة للتصويت".
وتابع "ما يهمنا أن تمضي الأمور وفقاً للدستور، وأن يحسم موضوع هيئة رئاسة البرلمان ليمضي البرلمان بعمله".
ويترقب الشارع العراقي جلسة البرلمان، اليوم السبت، لتكون حاسمة بشأن اختيار هيئة الرئاسة، وسط تحذيرات من فشلها، والاستمرار بالمخالفة الدستورية، بينما شهدت العاصمة بغداد إجراءات أمنية مشدّدة تزامناً مع عقد الجلسة.