وأكدت مصادر سياسية لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أن "الحزبين دخلا مرحلة التنسيق المنفرد مع بغداد، ولا مجال لتوافقهما بشأن القضايا المصيرية".
وكان البارزاني قد هاجم "الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة الرئيس السابق جلال الطالباني واتهمه بـ"الخيانة"، ووصف دخول القوات العراقية و"الحشد الشعبي" إلى كركوك، العام الماضي بـ"اليوم المظلم".
وقال مسؤول في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، لـ"العربي الجديد"، إن "تصريحات البارزاني واجهت رفضاً من الاتحاد الوطني، فتهمة الخيانة كبيرة ولا يمكن إطلاقها على حزبنا"، مبيناً أن "هذه التصريحات قطعت أي فرصة للتقارب بين الحزبين، بما يخص القضايا المشتركة".
وأكد أن "الأزمة بين الجانبين كانت غير معلنة، واليوم أصبحت بشكل معلن"، مشيراً إلى أن "الوساطات التي كانت تحاول التقريب بين الحزبين، أنهت تحركاتها بعد التشنج بالتصريحات بين الجانبين"، محملاً البارزاني مسؤولية "تأجيج أزمة وخلاف بين الأطراف الكردية لتحقيق مصالح حزبية خاصة".
وذكر أن "التصريحات فتحت باباً للصراع على المناصب ومواقع المسؤولية، فتحركات حزب البارزاني للحصول على الحقائب الوزارية في بغداد، ستواجه بتحركات منفصلة من حزبنا، فلا يمكن القبول باستحواذ حزب البارزاني على الوزارات المهمة"، بحسب قوله.
من جهتها، قالت النائبة عن حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" ريزان شيخ دلير، في بيان صحافي إن البارزاني "سيخسر كل شيء، لكونه يسعى إلى تحقيق مصالحه الشخصية على حساب مصلحة الشعب والحفاظ عليه"، معتبرة أن "ما يجري في كركوك منذ العام الماضي، ليس خيانة، إنما هو تطبيق للقانون وفرض سيطرة السلطة الاتحادية عليها".
واعتبرت أن "الاتهامات التي وجهها البارزاني للاتحاد، جاءت بسبب خسارته منصب رئاسة الإقليم"، مضيفة أن "البارزاني يقاتل حالياً من أجل الحصول على عدد من الوزارات الحكومية الحالية".
ويؤكد حزب البارزاني، أن أزمة كركوك وتداعيات دخول الجيش العراقي إليها، يتحملها حزب الطالباني، متهماً إياه بالسعي لتحقيق مكاسبه باتفاقات غير معلنة مع بغداد.
وقال القيادي في حزب البارزاني هيمن الجاف لـ"العربي الجديد"، إن "كل الأزمات داخل كردستان، هي نتيجة طبيعية لتحركات الاتحاد الوطني الكردستاني"، مضيفاً أن "الاتحاد لم يدعم الديموقراطي بالحصول على حقوق الكرد".
ووصل وفد من "الحزب الديمقراطي الكردستاني" برئاسة رئيس حكومة كردستان نجيرفان البارزاني، إلى بغداد اليوم الأربعاء.
وأكد مسؤول سياسي أن "الوفد بدأ حوارات مع قادة الكتل السياسية، وسيلتقي رئيس الحكومة المكلف عادل عبد المهدي، للتفاوض معه بشأن تشكيل الحكومة"، كاشفاً أن "البارزاني سيعرض على عبد المهدي، مرشحي الحزب للوزارات الخاصة بالكرد".