ويعود السبب وراء معظم زيجات العراقيين من أجنبيات إلى غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج التي تفرضها العادات من جهة، وتزايد نسب البطالة بين الشباب وتردي الواقع المعيشي من جهة أخرى، أو لأسباب تتعلق بالهجرة وطلب اللجوء.
تقول الباحثة الاجتماعية شيماء العبيدي لـ"العربي الجديد"، إن "غلاء المهور، والتردي الاقتصادي والأمني في العراق، أبرز الأسباب التي تدفع الشباب العراقيين إلى الهجرة والزواج من أجنبيات".
وترى العبيدي، مخاطر مستقبلية من تزايد الزواج من أجنبيات، أهمها "ارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات، وغياب الفئة العمرية الأهم، فضلا عن تداعياته على الأبناء بسبب اختلاف الثقافات بين الزوجين".
غير أن للشباب العراقي، آراء متباينة حيال الزواج من أجنبية، فبضعهم يرى فيه "حلا للخلاص من مشاكل عديدة، كالبطالة، وغلاء المهور، والعنف المستشري في البلاد"، بينما يرى فيه البعض الآخر "ضياعاً جديداً في دول المهجر".
ويقول الثلاثيني ياسين صالح، إن "الزواج في العراق أمر بالغ الصعوبة، فالبطالة مستشرية بنسب كبيرة بين الشباب، والظروف الأمنية متردية، وفئة الشباب هي الأكثر استهدافاً من قبل مليشيات الخطف والقتل".
ويضيف صالح، علاوة على غلاء المهور، فإن بعض الأهالي يبالغون بالطلبات "يريدون منزلا مستقلا، وسيارة، وهي طلبات ترهق كاهل الشاب العراقي بل يستحيل تنفيذها".
ويحمل الأربعيني، عامر عبد الودود، رأيا مغايرا لرأي صالح، فهو يقول إن "الزواج من أجنبية غالباً ما ينتهي بالفشل ما يتسبب بضياع الأبناء وتفكك الأسرة بسبب اختلاف الثقافات".
غير أن عبد الودود لا ينكر وجود حالات توافق تمكن خلالها العديد من الشباب العراقي من بناء أسرة متماسكة بوجود زوجة أجنبية، رائيا أن النجاح والفشل "يعتمد على أسباب الزواج من البداية".
ويلفت الأربعيني صالح محمد، إلى وجود العديد من الأسباب التي تدفع بالشباب العراقي في دول المهجر إلى الزواج من أجنبية أبرزها "الرغبة باالحصول على جنسية البلد المضيف، أو لارتفاع المهور بين العوائل العراقية في دول الاغتراب".
ويقول "الأجنبية لا تطلب من الشاب أموالاً طائلة أو مهراً خيالياً كما تفعل الأسر العراقية.. ترضى بالعيش ببساطة شديدة دون طلبات معقدة كما يحصل في العراق".
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية حذرت من مخاطر تزايد هجرة الشباب من العراق نحو مختلف دول العالم وخاصة الدول الأوروبية معتبرة أن "هجرة الشباب تعني غياب الفئة العمرية الأهم في المجتمع العراقي".
ودعت الوزارة الجهات الحكومية المختصة في العراق إلى "توفير سبل العيش وفرص العمل وتشجيع المهاجرين الشباب على العودة إلى بلادهم".
اقرأ أيضا: عرس بلا زفّة.. شباب سورية يريدون "السترة"