وانتشرت في الأعوام القليلة الماضية ظاهرة تدخين الشيشة من قبل الكثير من الفتيات والنساء بشكل ملفت في العاصمة العراقية بغداد.
وفي هذا الصدد، قالت الصيدلانية شهد محمود (24 عامًا): "أتذكر أني استغربت جدا من مشاهدتي لفتيات يدخن النرجيلة في العاصمة الأردنية عمان خلال فترة دراستي الصيدلة، لم أكن قد شاهدت من قبل ذلك في العراق، ولكن مثل ذلك المنظر كان مألوفًا في سورية والأردن، وبعد عام أو أقل بدأت بعض الطالبات العراقيات يدخن النرجيلة بين الحين والآخر، وإن كان بشكل خفي دون علم المسؤولة عن القسم الداخلي".
وتابعت في حديثها لـ"العربي الجديد"، "غالبًا ما يؤثر المجتمع في المقيمين، فالبعض يروق له ما يراه من عادات جديدة فيبدأ بتقليدها، وهذا بالضبط ما حصل مع تدخين النرجيلة من قبل الفتيات العراقيات لينتهي المطاف بنقل تلك العادات إلى العراق، بما لها من سلبيات وأضرار على الصحة أولا وعلى مجتمع يتسم بأنه محافظ ثانيا".
من جهتها، أوضحت الباحثة الاجتماعية رؤى الجبوري لـ"العربي الجديد"، أن تغيير العادات المجتمعية ليس وليد السنوات الأخيرة، فقد عززت الحروب التي خاضتها البلاد في وقوع الكثير من التحولات على مستوى الفرد والمجتمع، وأيضا تغير النظر إلى الكثير من العادات والسلوكيات والإقبال عليها، إما بغرض التقليد الأعمى أو بهدف خوض تجربة جديدة".
وحذرت الجبوري من خطر تلاشي العادات والتقاليد، وانتشار أخرى بديلة عنها كتدخين الفتيات في الأماكن العامة، بعد أن كان ذلك مستهجنا من قبل العراقيين والفتيات أنفسهن عند مشاهدة مثل تلك المظاهر في بلدان أخرى، مؤكدة على ضرورة دعم كل الوسائل التي من شأنها المحافظة على تقاليد البلد والعادات الصحية والحضارية.
إلى ذلك، قال وسيم كيلان، وهو عضو برنامج مكافحة التبغ في وزارة الصحة العراقية، في تقرير صدر عن وزارة الصحة العراقية ببغداد الأسبوع الماضي، إن "مسوحات أجريت في الفترة الأخيرة بينت ارتفاع معدل الوفيات في العراق جراء التدخين"، موضحا أن "العراق ينفق يوميا ملياري دينار (نحو 1.65 مليون دولار)، لشراء التبغ ومنتجاته من الخارج، وإن نصف مراجعي عيادات طب الأطفال من الأطفال دون عمر 5 سنوات، يعانون من مشاكل تنفسية مرتبطة بالتدخين والنرجيلة من قبل الكبار.
من جهته، قال نقيب الأطباء العراقيين، عبد الأمير الشمري، في تصريح صحافي سابق، إن عدد المدخنين في العراق بلغ نحو 40 بالمائة من عدد السكان، وقرابة 20 بالمائة من طلاب المدارس.
مسؤولون في البرلمان العراقي وناشطون في بغداد، أكدوا أن مشروعا من المقرر تقديمه قريبا للتصويت عليه بهدف الحد من التدخين، يتضمن مضاعفة أسعار السجائر عبر زيادة الضرائب إلى 300 بالمائة، وفرض قوانين تمنع البيع لمن هم دون 18 عاما، وتشديد العقوبات والرقابة في هذا الإطار، ومنع التدخين في وسائل النقل العامة والدوائر الحكومية والأماكن المغلقة.