العراق: العبادي يحصل على مهلة الفرصة الأخيرة من البرلمان

28 مارس 2016
أمام العبادي مهلة حتى يوم الخميس لتقديم حكومته (Getty)
+ الخط -



منح البرلمان العراقي، اليوم الإثنين، مهلة أخيرة لرئيس الحكومة حيدر العبادي لتقديم تشكيلته الوزاريّة، تنتهي يوم الخميس المقبل، ملوّحا باستجوابه في حال لم يستطع ذلك.

وقد تكون مهلة البرلمان، القشّة التي تنقذ العبادي بعد أن أُغلقت جميع الطرق بوجهه، منذ أن اعتصم زعيم التيّار الصدري أمس داخل المنطقة الخضراء، بينما انقسمت كتل التحالف الوطني على نفسها، وتخلّت أغلبها عن العبادي، كما يرى مراقبون.

والتأمت جلسة البرلمان الاعتياديّة اليوم بحضور 249 نائبا، ضمنهم نواب كتلة الصدر، وخلال الجلسة صوت المجلس على تحديد الخميس المقبل كمهلة أخيرة للعبادي لتقديم التشكيلة الوزاريّة الجديدة.

وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري، خلال الجلسة، إنّ "البرلمان هو الممثّل الشرعي للشعب، وإنّ اللجنة المعنيّة باختيار الوزراء باشرت عملها"، مؤكّدا أنّ "الأيام القليلة المقبلة ستكون فيها التشكيلة الوزاريّة جاهزة لعرضها على البرلمان".

وشدّد الجبوري على أنّ "الإصلاحات يجب أن تحافظ على اللحمة الوطنيّة والنسيج العراقي، وتجاوز إخفاقات الماضي، وأن لا تكون إضافة أزمة جديدة إلى الأزمات التي تعاني منها البلاد"، مؤكّدا أنّ "وضع سقف زمنيّ محدّد لإجراء الإصلاحات، ينم عن رغبة في تسويف تلك المهمّة الوطنيّة عن مبتغاها السليم".

وأكّد أنّ "الإصلاحات تعني مراجعة دقيقة لمكامن الإخفاق والخلل، ومعالجتها وتعزيز مكامن النجاح بعوامل تطويرها ضمن قدرة محدّدة ومعروفة"، منتقدا "المحاصصة التي أساءت إلى العمليّة السياسيّة".

وأشار إلى أنّ "التعديل الوزاري هو إصلاح أولي تتبعه إصلاحات شاملة في مكافحة الفساد، وإصلاح مؤسسات الدولة ومعالجة أوضاع النازحين، وكل ما يرتبط بالحفاظ على هيبة الدولة".

كما شدّد على أنّ "البرلمان سيشرع بداية الأسبوع المقبل باستجواب رئيس الوزراء في حال تأخّر بتقديم الكابينة الجديدة".

من جهته، أكّد النائب عن دولة القانون، كامل الزيدي، أنّ "مهلة البرلمان تمنح العبادي فرصة اختيار الوزراء من دون العودة إلى الكتل السياسيّة".

وقال الزيدي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "تصويت البرلمان والمهلة التي حدّدها هي مهلة ملزمة للعبادي بتقديم تشكيلته الحكومية بأقصى حدٍّ الخميس"، مشيرا إلى أنّ "العبادي غير ملزم بتشكيل حكومة وفقا لمبدأ المحاصصة".

بدوره، رأى الخبير السياسي، محمد الغانم، أنّ "مهلة البرلمان تعد بمثابة مهلة الفرصة الأخيرة للعبادي، وقد تكون القشة التي تنتشل العبادي من التيّار الجارف الذي يحيط به".

وأوضح الغانم، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مهلة البرلمان على الرغم من قصر أمدها لكنّها منحت مساحة واسعة للعبادي، من خلال عدم اشتراط التشاور مع الكتل السياسيّة بشأن اختيار الوزراء، وعدم إلزامه بالاستحقاقات الانتخابيّة للكتل والمحاصصة، الأمر الذي يتيح للعبادي فرصة حريّة الاختيار سواء من داخل الكتل أو من خارجها"، ورجّح، "إمكانيّة نجاح العبادي بتقديم تشكيلته الوزاريّة خلال المهلة المحدّدة".

وأحرج زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، رئيس الحكومة حيدر العبادي، بتجاوزه مداخل المنطقة الخضراء الحكومية، وسط بغداد، والاعتصام عند بواباتها، ودفعه للبحث عن حل الساعات الأخيرة للخروج من المأزق السياسي، بينما ضيّقت أغلب كتل التحالف الوطني الخناق على العبادي بعد أن تخلّت عنه، وانحازت إلى معسكر الصدر.

اقرأ أيضاً العراق: اجتماع التحالف الوطني ينتهي بالانقسام