العراق: الحكومة تعسكر الجنوب

06 يوليو 2015
مقاتلو الحشد على أطراف محافظة الأنبار (Getty)
+ الخط -
تتّسع دائرة تشكيل مليشيات "الحشد الشعبي" لتشمل الطلاب والموظفين، خصوصاً في المحافظات الجنوبية، في خطوة فسّرها مراقبون على أنّها عسكرة لسكان تلك المناطق. وانتقد مراقبون توجّه الحكومة إلى تسليح المحافظات الجنوبية، والتي تشهد هدوءاً أمنياً واضحاً قياساً بالمحافظات التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش).

وكشف عضو مجلس محافظة كربلاء، محمد المياحي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أكثر من 120 ألف طالب وأستاذ جامعي وموظف في محافظة كربلاء، تم تنظيمهم في صفوف الحشد الشعبي، وزجّهم في معسكرات للتدريب، استعداداً للدفاع عن مدينة كربلاء من أيّ خطر أمني قد تتعرّض له".

وأوضح أنّ "الطلاب هم من فئة الشباب، ومتحمسون جداً للقتال وصدّ تنظيم داعش وأي جماعة تسعى لتعكير صفو الأمن في المحافظة". وأشار إلى أنّ "فصائل المقاومة الإسلاميّة المتواجدة في كربلاء، خصوصاً فصيل أبو الفضل العباس، تتولّى الآن مسؤولية تدريب المتطوعين".

ولفت إلى أنّ "التدريب يشمل كافة صنوف القتال؛ ومنه القتال الليلي وصد الهجمات المباغتة وقتال الشوارع والدفاع عن المدن بوجه المتسللين"، مبيّناً أنّ "الطلاب يمثلون الفوج الأول وسيستمر معسكرهم التدريبي لمدة شهر، ومن ثم يُنظّم معسكر آخر للأفواج التالية".

اقرأ أيضاً: توقّف مريب لمعارك "الحشد الشعبي" في الأنبار

وأكّد أنّ "الفوج الأول من المتطوعين سيتم نشرهم على الحدود بين محافظتي كربلاء والأنبار، لحماية كربلاء من خطر أي محاولة لتنظيم داعش لدخول المحافظة". وتابع قائلاً إن "المتطوعين سيتم تجهيزهم من قبل الحكومة المركزية بما يحتاجونه من السلاح والعتاد اللازم". وأفاد بأنّ "الحشد الشعبي افتتح 48 معسكراً في كربلاء لاستقبال المتطوعين، وهناك آلاف الاستمارات التي وُزّعت على المتطوعين، وتجري الآن عملية تنظيمها وترتيبها وتوزيع المتطوعين على المعسكرات".

من جهته، أكد المتحدث باسم "الحشد الشعبي" أحمد الأسدي، أنّ "الطلاب والموظفين المتطوعين في كافة المحافظات، سيكونون قوات احتياطية، ويتم استدعائهم عند الحاجة". وقال الأسدي، في تصريح صحافي، إنّ "العشرات إن لم تكن المئات من المعسكرات، افتُتحت في محافظات عدة لتدريب الحشد الشعبي، بعد أن تمّت إعادة تدريب أغلب تشكيلاته، كما فتحت عشرات المعسكرات لتدريب المتطوعين الجدد بعنوان (التعبئة استجابة لنداء المرجعية الدينية)". وأضاف أنّ "التدريبات التي يتلقاها المتطوعون من الطلبة، مع بداية العطلة الصيفية تهدف إلى جعلهم جاهزين لحمل السلاح لاستدعائهم عند الحاجة إليهم".

من جهته، رأى المحلل السياسي محمود القيسي، أنّ "تطويع المحافظات الجنوبية وتسليحها هو عسكرة للمحافظات الجنوبية على أساس طائفي". وقال القيسي، خلال حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إنّ "قضية الحشد الشعبي والمتطوعين بدت اليوم واضحة للجميع، إذ إنّها قضية سياسية أكثر مما هي أمنية".

وأوضح أنّ "الجميع يدرك أنّ الحشد عبارة عن مليشيات طائفية اكتسبت صفة قانونية، وأنّها غير قادرة على مواجهة داعش، كما أنّها لا تخطط لمواجهته، بقدر ما تسعى لتوسيع دائرتها وضم كافة المحافظات الجنوبية لها وتسليحها باسم الحشد الشعبي".

وأضاف أنّ "هذه التوجه الحكومي غير المدروس، يُعدّ توجّهاً نحو انهيار المجتمع العراقي والاستعداد لحرب طائفية توشك أن تعصف في البلاد، وتتناسى الحكومة العواقب الوخيمة التي ستجرّه على البلد". وأكّد، أنّه "ينبغي على الحكومة أنّ تسعى سياسياً لاحتواء أزمات العراق من خلال خلق ثقافة التسامح، والسعي لبلورة مشروع مصالحة وطنية يضم جميع العراقيين بكافة طوائفهم وتوجهاتهم، لكي تعيد بناء الدولة العراقيّة". وكانت مرجعية النجف قد دعت في الخامس من يونيو/حزيران الماضي، طلاب الجامعات والمدارس إلى دخول معسكرات للتدريب على حمل السلاح.

اقرأ أيضاً: "الحشد الشعبي" تستولي على مقبرة تاريخية بديالى وتتقاتل بالبصرة