وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الثلاثاء، وصول دفعة جديدة من قوات الجيش إلى مشارف مدينة الموصل، حيث معسكر مخمور، وهي الدفعة الرابعة التي تصل إلى هناك عبر أراضي إقليم كردستان، خلال ستة أسابيع، لتندمج مع القوات التي سبقتها، ومتطوعي عشائر الموصل، ضمن ما يعرف بقوات تحرير الموصل.
وقال بيان لوزارة الدفاع العراقية، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه: "وصلت ظهر أمس الاثنين الوجبة الرابعة من تشكيلات الفرقة الخامسة عشرة للجيش العراقي إلى بلدة مخمور، ضمن قاطع عمليات نينوى، استعداداً لمعركة الموصل"، مضيفاً أن "وصول هذه التشكيلات القتالية يأتي استكمالاً للاستعدادات الجارية لمعركة الموصل، لاستعادتها من سيطرة تنظيم "داعش"".
ويضم معسكر مخمور، جنوب شرقي الموصل، نحو ألفي مقاتل، عززها حتى الآن وصول أربع دفعات من تشكيلات الفرقة الخامسة عشرة للجيش العراقي، ضمن الخطة التي أعدتها واشنطن، والتي تقضي بحشد 4500 مقاتل، بالتنسيق مع قوات البيشمركة، استعداداً لمعركة الموصل المرتقبة.
اقرأ أيضاً: العراق: تعليمات لأهالي الموصل قبل التحرك لتحريرها من "داعش"
واعتبر مسؤولون أميركيون وعراقيون أن معركة الموصل تتطلب نحو 12 لواءً قتالياً، بما يعادل قوة عسكرية قوامها بين 24 و36 ألف مقاتل، وقد تم نشر نحو 3 آلاف مقاتل منهم في قاعدة مخمور، التي من المزمع أن تنطلق منها العمليات العسكرية باتجاه الموصل، وسط تضارب في التصريحات حول موعد الهجوم.
وتصر الحكومة العراقية على أن الموعد لن يتجاوز العام الحالي 2016، في حين يصرح قادة أميركيون أن القوات ليست جاهزة، والعملية معقدة، وقد تحتاج مدة أطول، لكنهم في الوقت نفسه يؤكدون أن عملية استعادتها بدأت فعلاً، من خلال التحشيد والتحضير، وعمليات قطع الطرق المؤدية للمدينة، سواء من جهة سورية، أو جهة محافظة الأنبار.
وفي السياق ذاته، يقول العقيد الركن، جابر الحمداني، من قوات تحرير الموصل بمعسكر مخمور، لـ"العربي الجديد"، إن التحضيرات ما زالت جارية، والموصل لا يمكن التقدم إليها دون أن نكون جاهزين، مبيناً أن "هناك قوات لا زالت تتدرب على يد الأميركيين، وهناك عمليات مسح جوي، وخطط يجري تحديثها باستمرار، كما أن أي تحرك بري يجب أن يسبقه هجوم جوي شامل".
وطالب نواب بالبرلمان العراقي رئيس الحكومة بتوضيح جدوى ما وصفوه تكديس الجنود قرب الموصل، وتركهم هناك في وقت هناك جبهات بحاجة إليهم.
وقال النائب محمد الجاف إن "إبقاء الجنود هناك سيكون مضيعة في حال كانت الحكومة ترى أن الهجوم لن يتم خلال شهر أو شهرين"، مشدداً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن "هناك مناطق بحاجة إلى قوات لتعزيز الزخم الهجومي على "داعش"، والحكومة بذلك مطالبة، على الأقل، بالإسراع في الهجوم أو عدم تجميد هذا العدد الكبير من القوات قرب الموصل بلا نتيجة"، على حد وصفه.
سياسياً، لازالت قوى "التحالف الكردستاني" و"اتحاد القوى العراقية" تعارض دخول مليشيات الحشد الشعبي في المعركة، كما تعارض مشاركة مقاتلين من حزب "العمال الكردستاني"، الأمر الذي تعارضه حكومة العبادي وشركاء آخرون، ويصرون على إشراكها، وهو ما يعتبره القيادي بـ"التحالف الكردستاني"، حمة أمين، أحد مسببات تأخر تحرير المدينة من سيطرة تنظيم "داعش".
ويضيف أمين: "التحرير يجب أن يكون من أهل الموصل والقوات النظامية، وعدا ذلك لن يكون مجدياً، فلا نريد تكرار سيناريو الحرق والنهب والانتقام مرة أخرى، كما حدث في تكريت"، مبيناً أن تلك المشاكل قد تعيق التحرير حتى لو انتهت القوات من جاهزيتها.
اقرأ أيضاً: واشنطن: 30 ألف مقاتل للهجوم على الموصل