قالت مصادر عسكرية عراقية، اليوم الأحد، إن ضابطاً رفيعاً في الجيش العراقي تعرّض للضرب على يد أحد عناصر مليشيا "الحشد الشعبي" في محافظة صلاح الدين، مطلع الشهر الجاري، يعتقد أنه ترك الجيش، إذ اختفى عن الأنظار منذ الحادثة، ولا يُعلم مكانه، على وجه التحديد، حتى الآن، ويرفض ذووه التعاون مع الجيش في ذلك.
وقال مصدر عسكري عراقي في وزارة الدفاع ببغداد إن "ضابطاً برتبة عقيد ركن، ويعمل مساعداً لآمر اللواء 52 في الجيش العراقي، تعرّض للإهانة من أحد عناصر الحشد الشعبي، وينتمي لمليشيا العصائب، وسط ساحة التدريب وأمام الجنود، بسبب طلب الضابط من عناصر المليشيا مغادرة المكان، حيث كان الضابط يتحدث مع جنوده، ما أدّى إلى مشادة كلامية انتهت بالاعتداء على الضابط بالضرب".
وبيّن أن "العقيد غادر الوحدة العسكرية في بيجي، ولم يعد إليها، كما يتعذر الوصول إلى مكان وجوده، بسبب عدم تعاون عائلته، التي تقيم في منطقة الكاظمية ببغداد، مع اتصالات زملائه المتكررة، وآمر اللواء في الجيش"، وفقاً لقوله.
وعلّق عضو مجلس محافظة صلاح الدين، محمد الجبوري، في اتصال مع "العربي الجديد"، على الحادث قائلاً إنه "يؤكد الضرورة الملحة لإخراج المليشيات من المدن وإعادة أهلها إليها".
وبيّن أنه "من المرجح أن يكون الضابط قد ترك الجيش إلى غير رجعة". فيما وصف أحد أعضاء البرلمان العراقي، الذي أكد الحادث، ما جرى بأنه "إهانة للجيش، وترسيخ لسلطة المليشيات على العراق".
وتعتبر ظاهرة الاعتداءات المتكررة من قبل مليشيات "الحشد" على قيادات وضباط الجيش العراقي، وباقي القوات النظامية، إحدى المشاكل التي برزت مؤخراً، وباتت مطلباً ملحاً من القيادات العسكرية لرئيس الوزراء، حيدر العبادي.
وفي مطلع حزيران الماضي، أصيب نقيب بالجيش العراقي في أبو غريب (30 كم غرب بغداد) برصاصة في ساقه بعد شجار مع عناصر من مليشيا "بدر"، على خلفية استيلاء المليشيا على صناديق ذخيرة تابعة للجيش.