اقرأ أيضاً: العبادي: حررنا بيجي بعد 7 أشهر من القتال
وتمنع المليشيات إدارة محافظة صلاح الدين من دخول المصفاة، كما تمنع أي جهة تابعة لوزارة النفط أو أيّة جهة إعلاميّة وغيرها من دخول المصفاة بحجة وجود ألغام وعبوات ناسفة فيها، بغية تحقيق أهدافها وتفكيك المنشآت بأسرع وقت ممكن.
وقال مسؤول محلّي في مجلس محافظة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيات الحشد تطوّق المصفاة من جميع جهاتها وتمنع الاقتراب منها بأيّ شكل من الأشكال، وتحيط المصفاة بغموض غير مسبوق"، مؤكّداً أنّ "إدارة المحافظة حاولت استلام المصفاة، والتي من المفترض أن تكون تحت إدارة المحافظة مع مختلف الوحدات الإداريّة للمحافظة، لكنّها قوبلت برفض وتهديد من قبل (الحشد الشعبي)".
وأشار إلى أنّ "الحشد بدأ بتنفيذ خطة لنهب المصفاة، قبل أن يعرف حجم الأضرار التي لحقت بها جرّاء سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عليها في الفترة الماضية"، مبيناً أنّ "خبراء إيرانيين وصلوا إلى المصفاة وبدأوا العمل على تفكيك مختلف معداتها ومنشآتها التي يمكن الاستفادة منها"، مشيراً إلى أنّ "الشاحنات تنقل بشكل يومي المعدات من المصفاة عن طريق محافظة ديالى إلى إيران".
وقال إن "الشاحنات المحمّلة بالمعدّات مغلّفة بحيث لا يعرفها أحد، وأنّها مؤمّنة بأرتال من الحشد الشعبي ولا يمكن لأيّ حاجز أمني عرقلة مرورها".
وحذّر من "خطورة هذا العمل على الاقتصاد العراقي"، وخصوصاً أن المصفاة هي من أكبر المصافي النفطية، وإذا ما تم نهبها، سيصعب على العراق إعادة هيكلتها من جديد، بحسب ما أكّد المسؤول نفسه.
من جهته، أكّد ضابط في الجيش العراقي أنّ "الجيش والقوات الأمنيّة كان لها دور كبير في عمليات التحرير، لكنّ الذي جرى بعد تحرير المصفاة أنّ الحشد منعت وجود أيّ قوات أمنية باستثناء فصائلها في بيجي، كما منعت دخول المصفاة مباشرة بعد تحريرها، كي لا تتم معاينة المعدّات والمنشآت فيها".
وقال الضابط، وهو برتبة مقدّم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحشد يحاول التعتيم على حجم الأضرار التي لحقت في المصفاة من قبل داعش، ولم يكشف عن ذلك، ويحاول نهب المصفاة قبل أن يعلن أن داعش قام بعمليات النهب".
وأشار إلى أنّ "أجندة الحشد باتت واضحة للجميع، فهي جهات تعمل على تخريب البلد وتدمير بناه التحتيّة، وأنّها تعمل لمصالحها الشخصيّة مهما كلّف ذلك".
بدوره، عدّ الخبير الاقتصادي عامر فيّاض، أنّ "المصفاة تضم منشآت ومعدات بمليارات الدولارات، وفي حال تم نهبها، فإنّ العراق لن يستطيع إعادة الحياة لها في المستقبل".
وقال فيّاض، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "العراق يمرّ بظروف اقتصاديّة صعبة للغاية، ولا يمتلك الأموال الكافية لإعادة ترميم المصفاة"، وإنّ "نهب معدّاتها يضع البلاد أمام الحاجة إلى شراء معدّات جديدة بدلاً عن تلك المنهوبة المتضرّرة، وهو أمر صعب، ما سيجعل من العراق بلداً يعتمد على الدول الأخرى، خصوصاً إيران، بعمليات صناعة وتكرير النفط، وهذا بحد ذاته خطر على الاقتصاد العراقي".
ودعا الخبير الاقتصادي الحكومة إلى "العمل على تلافي الموضوع وتدارك هذه الأزمة التي تعصف بالاقتصاد العراقي وتعيده قروناً إلى الوراء، كما تضع البلاد أمام خسائر ماليّة يصعب تعويضها". يشار إلى أنّ مليشيات "الحشد الشعبي" لوّحت أخيراً بانهيار أمني في العراق، وطالبت بتمويل وزيادة مخصصاتها.
اقرأ أيضاً: عشائر عراقية تتهم المليشيات بإعدام نازحين في صلاح الدين