تتعقّد أزمة مفوضية الانتخابات العراقية، بعد أن تأزّم الصراع الدائر بشأنها، داخل "التحالف الوطني" الحاكم، ومن ثمّ داخل البرلمان، في وقت حمّل فيه مسؤولون التحالف مسؤولية هذه الأزمات، مؤكدين العجز عن إيجاد الحلول من دون تدخّل خارجي.
وقال النائب عن التحالف الكردستاني، محمد عثمان، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "العراق يواجه أزمة عميقة، تتمثّل بأزمة إقالة مفوضية الانتخابات أو عدمها"، مبيناً أنّ "الأزمة مستمرّة بين الأحزاب السياسية بصورة عامة، وبين كتل التحالف الوطني بصورة خاصة، ورغم وجود الحوارات والمشاورات لحلّها، لم يتم التوصل إلى نتيجة".
وأوضح عثمان أنّ "التحالف منقسم إلى قسمين، قسم مع بقاء المفوضية وقسم آخر ضدّ بقائها"، مؤكداً صعوبة إيجاد حلّ لهذه الأزمة.
ومفوضية الانتخابات، هي هيئة مستقلة شُكّلت عام 2004، بإشراف القوات الأميركية، وتضم مجلس أمناء مكوناً من تسعة أشخاص، وهيئة تعرف باسم "إدارة المفوضية"، وغالبية أعضائها من أحزاب سياسية مشاركة في السلطة حالياً.
ويقول زعماء كتل وأحزاب عراقية إنّ غالبية أعضاء المفوضية موالون للكتل الكبيرة، خصوصاً حزب "الدعوة" بزعامة نوري المالكي، ومتورطون بعمليات تزوير وانحياز لصالح هذا الحزب، وأحزاب أخرى.
وأشار عثمان، إلى أنّ "هذه الأزمة الناتجة عن خلافات وصراعات أحزاب التحالف الوطني، انعكست على العملية السياسية والواقع العراقي، وأثّرت على عمل البرلمان".
ولفت إلى أنّ "البرلمان كان يعيش أزمات بين الكتل السياسية المختلفة، لكنّه اليوم يعيش أزمة وانقساماً بسبب أزمات أحزاب التحالف حصراً".
وأعرب عن أمله بأن "تتوصّل أحزاب التحالف الوطني وكتله إلى حلّ لأزماتهم، بما فيها أزمة المفوضية بأسرع وقت ممكن"، مبيناً أنّ "التوافق مع الكتل الأخرى كالكتل الكردية وكتل تحالف القوى ليس صعباً، إذ إنّ المهم أن تخرج الأزمة من عنق الزجاجة داخل التحالف".
ورأى عثمان أنّ "أغلب الأزمات في العراق، ترتبط بالأجندات الخارجية، ولا حل من دون تدخل خارجي"، بحسب قوله، مبدياً أسفه لأنّ "العراق أصبح ساحة للأجندات الخارجية الأميركية والإيرانية والتركية وغيرها، بينما لا توجد أجندة عراقية موحدة وواضحة".
من جهته، قال القيادي في التيّار المدني عامر الخزعلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أزمة مفوضية الانتخابات تعقدت بشكل كبير، وحلها غير ممكن من دون تدخّل خارجي".
ولفت الخزعلي إلى أنّ "أحزاب التحالف الوطني لم تتوصّل إلى صيغة مرضية بشأن إقالة المفوضية أو عدمها"، مبينا أنّه "لا يمكن التوصل لحل وأنّ أغلب الطروحات التي تبحث لم يتم التقارب بشأنها، خصوصاً مع تمسّك كل جهة برأيها".
وأضاف أنّ "أزمات كهذه لم يستطع التحالف تجاوزها إلّا بتدخل إيراني، فإيران هي الجهة الوحيدة التي تمتلك القدرة على الضغط على كتل التحالف والتقريب بينها".
وكان البرلمان العراقي قد صوّت، قبل أسبوعين، على عدم القناعة بأجوبة رئيس مفوضية الانتخابات، فيما يترقّب الشارع العراقي حسم موضوع إقالة المفوضية.