العراق: أزمة التحالف الحاكم تنعكس على تحالفاته الانتخابية

04 مايو 2017
خلافات حول زعامة الحالف (مرتضى سوداني/فرانس برس)
+ الخط -
انعكست الأزمة الداخلية والخلافات التي يعاني منها التحالف الوطني الحاكم في العراق سلبا على تحالفاته الانتخابية، والتي بدا واضحا أنّها تتجه نحو تشكيل كتل جديدة مع جهات من خارجه، الأمر الذي يشير إلى عشوائية التحركات التي قد تكون لها نتائج سلبية على مستقبل التحالف.

وفي السياق، قال نائب قريب من التحالف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخلافات المتجذّرة داخل التحالف الوطني بشأن الزعامة وصلت إلى طريق مسدود"، مبينا أنّ "هناك جهات تتمسّك بالمواقف المتشنجة، متعمدة محاولة تشتيت وتمزيق التحالف".

وأكد النائب أنّ هذه الخلافات والمشاكل انعكست، بشكل واضح، على التحالفات الانتخابية لكتل التحالف، موضحا أنّه "لا يوجد اليوم أي حوار بين مكونات التحالف الوطني بشأن الانتخابات المقبلة والاستعداد لها، وأنّ كتله وقادته توجهوا إلى خارج التحالف لتشكيل تحالفات جديدة، بعد أن فقدوا الأمل بلملمة الشتات".




وأضاف المتحدث ذاته أنّ "زعيم التحالف، عمّار الحكيم، يحاول قدر المستطاع التخلص من مسؤولية رئاسته، وإلقاءها على عاتق غيره، لأجل التفرّغ للتحشيد الانتخابي والقيام بالجولات الداخلية والخارجية ضمن حملة الانتخابات التي أصبحت على الأبواب"، مؤكدا أنّ "جميع كتل التحالف أصبحت، اليوم، موقنة بعدم إمكانية أن يخوض التحالف الانتخابات المقبلة موحدا"، مرجحا أن "تفرز المرحلة المقبلة تحالفات جديدة".

من جهته، قال النائب عن "ائتلاف دولة القانون" (وهو جزء من التحالف الوطني)، كاظم الصيّادي، في تصريح صحافي، إنّه "في ظل الوضع الحالي للتحالف، فإنّنا نتمنى أن يتم التجديد لعمّار الحكيم كرئيس، حتى لا تكون هناك حجج للانقسام"، مؤكدا أن "هناك من يتصيّد في حال ترشيح هادي العامري أو نوري المالكي للمنصب"، علما أن التحالف يشهد أزمات داخلية كبيرة، فيما تعد أزمة الصراع على رئاسته وتمسك المالكي بها نقطة اختلاف أسهمت في إيصاله إلى طريق مسدود. ​

من جانبه، كشف القيادي في التحالف الوطني، النائب عباس البياتي، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن "خيارين مطروحين داخل التحالف لخوض الانتخابات مجالس المحافظات والبرلمان. الخيار الأول أن يدخل التحالف بقائمة واحدة كما كان بالانتخابات السابقة، ماعدا "كتلة الأحرار" (تيار الصدر)، وهذا الخيار تم طرحه في الهيئة السياسية وفي الهيئة القيادية. أما الخيار الآخر فأن يذهب التحالف بقوائم منفردة، ويجتمع بعد الانتخابات لتشكيل القائمة الأكبر من أجل الاحتفاظ برئاسة الوزراء".

وبين البياتي أن "هذين الخيارين لم ينضجا بشكل كامل، والجميع بانتظار قانون الانتخابات المزمع إقراره بالبرلمان، وعلى ضوء ذلك سيتبين في أي اتجاه ستسير الأمور".

ورجح المتحدث ذاته أن يدخل التحالف الانتخابات بقوائم عديدة، مشددا على أنه "قبل الذهاب إلى القوائم العديدة يجب أن يكون هناك اتفاق مكتوب للاجتماع مرة أخرى".

ويعتقد النائب في "دولة القانون" (جناح المالكي)، منصور البعيجي، أن "التحالف الوطني سيدخل الانتخابات بكتل، وليس كتحالف وطني موحد"، متحدثا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عما وصفها بـ"خلافات بين نوري المالكي ورئيس الوزراء حيدر العبادي، وكذلك خلافات بين "كتلة الأحرار" وكتل أخرى".