بالتزامن مع إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، عن إلغاء الحدود الغربية بين العراق وسورية، ودمج مدينتي القائم العراقية والبوكمال السورية بولاية واحدة أطلق عليها اسم "ولاية الفرات"، كشف "التحالف الوطني العراقي" عن برنامج رئيس الوزراء المكلّف في ما يتعلق بالملف الأمني.
وقال زعيم قبلي بارز في مدينة القائم (380 كلم غرب بغداد والمحاذية للحدود السورية من الاتجاه الغربي)، إن"تنظيم الدولة الإسلامية أزال الحدود الاصطناعية مع سورية، من جهة البوكمال المجاورة لمدينة القائم بما فيها السواتر الترابية والأسلاك الكهربائية، وقام بردم الخندق الذي حفرته القوات الأميركية في عام 2005، كما أزال العلامات الحدودية بالكامل، وأعلن عن ولاية الفرات، وتتألف من مدينة القائم والبلدات التابعة لها، إضافة إلى مدينة البوكمال السورية".
وأوضح الشيخ محمد الكربولي، لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم أعلن، عبر مكبرات الصوت، عن إلغاء حدود سايكس بيكو، ودعا السكان إلى التنقل والتمتع بخيرات البلدتين والسكن فيهما بحرية دون قيد أو شرط"، مشيراً إلى أن "الحدود العراقية ـ السورية باتت مفتوحة على مصراعيها، سواء كان ذلك سيراً على الأقدام أو بالسيارات".
وشوهد دخول عدد من العوائل السورية للتبضّع من أسواق مدينة القائم، وزيارة المستشفيات فيها، وفقاً للشيخ الكربولي، الذي أوضح أن "لا أثر لأي قوات عراقية أو سورية في تلك المنطقة، وشوهدت يافطات كتب عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ ولاية الفرات ترحب بكم".
على صعيد آخر، كشف "التحالف الوطني" الشيعي، اليوم الأحد، عن طرح رئيس الوزراء المكلّف، حيدر العبادي، خطته الأمنية التي سيعتمدها للسيطرة على الانفلات الأمني في البلاد.
وقال القيادي في "التحالف الوطني"، صادق المحنة، إن" العبادي عرض على التحالف في اجتماع أمس، جانباً كبيراً من برنامجه الحكومي المقبل، ركز خلاله على الملف الأمني بشكل أكبر من الملفات الأخرى".
وأوضح المحنة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "خطة العبادي تقوم على تشكيل جيش رديف للجيش العراقي الحالي، يتكوّن من أبناء المحافظات أنفسهم ويتولون الدفاع عن مدنهم ومناطقهم وإعادة النظام إليها".
مشيراً إلى أن "العبادي سيفتح باب التطوع لهذا الجيش حال بدء عمله كرئيس للحكومة، وسيكون قوام الجيش من العشائر وأبناء تلك المدن حصراً".
لافتاً إلى أن "الجيش الرديف سيكون منفصلاً عن قوات الجيش والشرطة، التي ستكون مهمتها الإسناد والتدخل الجوي والبري بالدروع والدبابات".
وتعليقاً على خطة العبادي، قال مصدر رفيع في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "الخطة أميركية بالأصل، وقدمت الأسبوع الماضي له، والجيش الرديف هذا سيتحوّل في ما بعد إلى قوات عسكرية نظامية تتولى حماية مناطقها. فالجنود الشيعة يتولون حماية المناطق الشيعية، والجنود السنّة يتولون حماية المناطق السنية... لتجنّب الاحتكاك الطائفي، ومنح المسؤولية لقادة تلك المنطقة، الذين هم من أبنائها، بحمايتها".
لافتاً إلى أن "القرار سيحظى بموافقة السنّة والشيعة على حد سواء، كما أنه سيحد من تحركات الميليشيات ونفوذها بمدن السنّة، إن لم يقضِ عليها نهائياً".
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الأحد، عن وصول دفعة جديدة من مروحيات MAY 28 القتالية الروسية إلى بغداد ضمن صفقة سريعة بين بغداد وموسكو.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن "وجبة (دفعة) جديدة من طائرات MAY 28 الروسية وصلت، السبت، إلى العراق، وستدخل ضمن الخدمة الفعلية خلال أيام"، ولم يحدد البيان عدد تلك الطائرات ولا سعر الصفقة التي جرى شراؤها بموجبها.