وقال القيادي في مليشيات "الحشد"، كريم النوري، في تصريح صحافي، إنّ "هيئة الحشد الشعبي ترحب بقرار وزارة الخارجية العراقية بطلب استبدال السبهان، وإن كان القرار متأخراً"، مضيفاً أنّ "السفير السعودي الحالي شخصية لا تفقه شيئاً في الأمور الدبلوماسية، وأساء إلى، وتطاول على، الحشد الشعبي أكثر من إساءته إلى داعش"، داعياً المملكة العربية السعودية إلى "إرسال شخصية دبلوماسية متزنة تعمل على تطوير العلاقات".
وأعربت قيادات في "الحشد الشعبي" عن رفضها وجود سفير للمملكة العربية السعودية في العراق، مهددة في الوقت ذاته بـ "اغتيال السفير السعودي"، وفق تصريحات متلفزة أطلقها مؤخراً قائد مليشيا "أبو الفضل العباس"، أوس الخفاجي، بينما اكتفت الحكومة العراقية بالصمت تجاه هذه التهديدات.
وفي هذا السياق، رحّب ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه أمين عام حزب "الدعوة" ورئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، بقرار استبعاد السبهان، في موقف آخر يضاف إلى سلسلة من الدعوات والضغوط التي مارستها قيادات في حزب الدعوة على الحكومة العراقية لغرض إجبارها على استبعاد السفير السعودي في العراق .
وقالت النائبة في مجلس النواب العراقي عن ائتلاف دولة القانون، فردوس العوادي، إنّها "ترحب بطلب وزارة الخارجية العراقية من نظيرتها السعودية تغيير سفيرها في العراق، ثامر السبهان، رغم أنه جاء متأخراً".
وأضافت، في بيان اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه، أنّه "على الرغم من مجيء الطلب متأخراً، إلا أنه جيد كونه حقق إرادة الشعب العراقي، الذي يرى هذا السفير على أنه إرهابي ويدعم كل المنطلقات التي تستهدف الشعب العراقي، فضلاً عن محاولاته تمزيق وحدة المجتمع العراقي عبر إذكاء المشكلات الطائفية، بالعزف على الخصوصية التي تحملها كل الطوائف وتعتز بها " .
ودعت العوادي الحكومة العراقية إلى أن "تتخذ من تجربة السبهان درساً بأن المجاملة لن تجدي نفعا مع الدول التي تستهدف العراق وتستبطن العداء له ولتاريخه وإنجازاته "، مطالبةً وزارة الخارجية العراقية بأن "لا تفوّت أية منطلقات طائفية أو إثارات تحاول استهداف العراق، وأن ترد عليها بقوة، لأن التعامل بهذه الطريقة هو تأكيد لهيبة العراق وشعبه الذي يستحق كل احترام ورعاية".
وبالتزامن مع ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد جمال، في تصريحات صحافية، إنّ "الخارجية العراقية سجلت سلسلة من التجاوزات على السفير السعودي تتعلق بتصريحاته الصحافية المتكررة، والتي كانت غالباً ما تمثل تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي العراقي، وتجاوزاً لطبيعة مهام عمله الدبلوماسي كممثل لدولة داخل العراق".
وحول تصريح السبهان بوجود مخطط تديره مليشيات شيعية متنفذة في العراق لاغتياله، قال جمال إنّ "ادعاء السفير السعودي بوجود مخطط لاغتياله من قبل فصائل في الحشد يمثل إهانة للحكومة العراقية، وقد طالبناه أن يقدم الدلائل على وجود هذا المخطط "، موضحاً أنّه "تم تسليم طلب الاستبدال إلى الخارجية السعودية، عبر السفير العراقي لدى الرياض ونحن ننتظر ردهم ونتمنى أن يتعاملوا مع هذا الطلب بإيجابية إذا كانوا حريصين على إدامة العلاقات مع العراق، ونتمنى أن يكون رد الفعل السعودي إيجابياً مع طلب العراق " .