بدأ كثير من العراقيين بتغيير وجهتهم العلاجية نحو تركيا في الآونة الأخيرة بدلاً من إيران، بعد سلسلة اعتداءات بدافع العنصرية أو السرقة تعرضوا لها داخل الأراضي الإيرانية، وأسفرت عن مقتل عدد منهم وإصابة آخرين.
وكشف أصحاب شركات سياحة وسفر عن تزايد أعداد المرضى العراقيين المتوجهين إلى تركيا أخيراً بهدف العلاج بعد سلسلة اعتداءات تعرض لها عراقيون داخل إيران.
وقال طالب الربيعي، صاحب شركة سياحة وسفر: "بعد فرض العقوبات الأميركية على إيران وموافقة العبادي عليها، بدأ الإيرانيون بالاعتداء على المواطنين العراقيين في إيران، سواء المرضى الذاهبون للعلاج أو الزوار والسائحون وأغلبهم من جنوب العراق".
وأوضح الربيعي لـ"العربي الجديد"، أنه "لهذا السبب بدأ المرضى يتوجهون إلى تركيا بكثافة بسبب العنصرية الشديدة التي تعرضوا لها داخل إيران، ولأن تركيا سهلت إجراءات الحصول على التأشيرة للمواطنين العراقيين في الآونة الأخيرة".
ويعزو مراقبون سبب توجه العراقيين للعلاج في دول الجوار إلى الدمار الذي تعرضت له المؤسسات الصحية في العراق بعد عام 2003، وفشل وزراء الصحة في تلبية احتياجات المرضى.
ويقول الدكتور محسن الزبيدي في هذا الصدد: "بعد عام 2003 زاد توجه أغلب المرضى العراقيين نحو دول الجوار بهدف العلاج، كالأردن وسورية وتركيا، نتيجة ترهل المؤسسات الصحية العراقية، وفشل وزارة الصحة طوال 15 عاما في توفير ما يحتاجه المرضى من معدات وأجهزة وأدوية خاصة". ويتابع "إيران كانت الوجهة الأولى وخاصة للمواطنين من جنوب العراق، ولكن تغيرت تلك الوجهة أخيراً نحو تركيا بعد الاعتداءات الدموية التي تعرضوا لها في إيران".
عراقيون عائدون من إيران رووا مشاهد مرعبة تعرضوا لها هناك على يد إيرانيين وصفوهم بالعنصريين، وفقدوا خلالها أفراداً من أسرهم أو أصدقائهم وخرجوا منها بجروح بليغة.
عمار الحسيني (39 عاماً)، يقول: "أصيب والدي بمرض في عينيه فتوجهت به إلى إيران لمعالجته بصحبة بعض الأصدقاء المتوجهين للعلاج، وخلال إقامتنا في أحد فنادق طهران تعرضنا لهجوم من ملثمين بأسلحة نارية قتل خلاله أحد العراقيين، وأصبنا أنا ووالدي وصديقي بجروح".
ويبين الحسيني لـ"العربي الجديد"، أنه "بسبب زياراتي المتكررة لإيران ومعرفتي باللغة الفارسية كنت أسمع شعارات عنصرية مثل (الموت للعرب)، ولكن كان الحقد على العراقيين مضاعفاً وشديداً، لذلك عدت إلى العراق وقررت أخذ والدي إلى تركيا للعلاج".
ويتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مسجلة عن اعتداءات تعرض لها زوار عراقيون داخل الأراضي الإيرانية من قبل إيرانيين، وكان آخرها ضرب مجموعة من الزوار العراقيين وطردهم من أحد المراقد الدينية في مدينة مشهد.
ونشرت صفحة من بغداد مقطعاً تسجيلياً وثق لحظة الاعتداء على الزوار العراقيين، وعلقت عليه "اعتداء على زوار عراقيين وطردهم من ضريح الإمام الرضا بمشهد، يأتي هذا الاعتداء نتيجة حملة عنصرية واسعة شهدتها مواقع التواصل في إيران ضد العرب عموماً والعراقيين بالأخص".
كما نشر الكاتب السياسي لؤي حقي، على صفحته الرسمية، يوم أمس السبت، صوراً موثقة بمحضر الشرطة الإيرانية عن اعتداء تعرض له أستاذ جامعي عراقي في مدينة مشهد. وعلق حقي على الصور موضحاً "تعرض الدكتور ر. ع. الأستاذ المساعد في الجامعة المستنصرية، هو وأسرته المكونة من زوجة وأربع بنات للاعتداء بالضرب الشديد والإهانة في مدينة مشهد الإيرانية التي قصدها لعلاج زوجته".
وكشف حقي عن أن "الشرطة الإيرانية ثبتت في محضر التحقيق أن العراقي وعائلته هم المعتدون خلافاً للحقيقة، وفيما توجه الرجل إلى القنصلية العراقية في مشهد، رفض القنصل العراقي مقابلته".
وهاجم إيرانيون منتصف شهر أغسطس/آب المنصرم، باصاً يحمل زواراً عراقيين بقنابل المولوتوف، ما أسفر عن احتراق الباص ومقتل وجرح عدد من العراقيين، بينهم أطفال ونساء، بحسب المصادر.
وتواجه الحكومة العراقية انتقادات شعبية لاذعة بسبب صمتها عن تلك الاعتداءات التي تعرض لها عراقيون داخل الأراضي الإيرانية.