يتابع العراقيون نشرة الأنواء الجوية باهتمام كبير، ويتخوفون من ارتفاع درجات الحرارة المستمرة في البلاد، لما يرافقها من أزمات يشهدها قطاع الخدمات، فيتخذ الأهالي تدابير واستعدادات لمواجهتها.
ويتهيأ العراقيون مع كل موجة حر، لتخزين المياه في المنازل وكميات من البنزين لمولدات الكهرباء، على الرغم من خطورة ذلك، تحسبا للأزمات المعتادة التي ترتبط بدرجات الحرارة.
وتسيطر على أغلب المحافظات العراقية وخاصة في وسط وجنوبي البلاد موجات حر متصاعدة تصل الى 50 درجة مئوية، في ظل انقطاع مستمر في الكهرباء ومياه الشرب.
أبو مهدي وهو أحد أهالي منطقة الشعب في بغداد، قال لـ"العربي الجديد"، "كل يوم أتابع نشرة الأنواء الجوية ودرجات الحرارة لأخذ الاحتياطات اللازمة".
وأضاف "مع ارتفاع درجات الحرارة نعلن حالة الطوارئ في المنزل، فنملأ خزانات المياه، ونعيش حالة تقشف واقتصاد شديد للمياه، ولا أحد يهدرها خوفا من انقطاعها". وتابع "نخزن كمية من البنزين وندفنها تحت التراب في حديقة المنزل كاحتياط في حال حدث عطل في مولدات المنطقة، إذ إنّها تصاب بالأعطال مع ارتفاع درجات الحرارة دائما، ما يتسبب بمعاناة كبيرة لنا".
وأشار "نعلم خطورة وجود البنزين في المنزل، لكن ليس باليد حيلة، نحاول أن نتجاوز الظرف والأزمة"، مؤكدا "اعتدنا على هذه الحياة وعلى الأزمات المستمرة التي نعاني منها، والحكومة لم تقدم لنا شيئا، لذا علينا البقاء مستعدين".
ومع إعلان هيئة الأنواء الجوية العراقية اليوم الأحد، عن موجة حر تضرب عددا من مناطق البلاد خلال الأسبوع الحالي، بدأ انقطاع المياه الصالحة للشرب في بعض مناطق البلاد، بسبب إقبال الأهالي على تخزينها.
وقال مسؤول في أمانة بغداد، لـ"العربي الجديد"، "أحيانا يتسبب المواطنون بالأزمات، ولخوفهم من انقطاعها يعمدون إلى خزن كميات كبيرة من المياه في المنازل تكفي لعدة أيام، في حين أنّ زيادة الطلب تفوق قدرة مشاريع المياه، ما يخلق أزمة تلقائية".
وبيّن أنّ "ترشيد الاستهلاك يجب أن يعتاده العراقيون بكل الأوقات، وليس فقط عند ارتفاع درجات الحرارة، إذ إنّ موازنات المشاريع الخدمية لا تكفي لسد حاجة العراقيين بالكامل، لذا يجب الترشيد في كل شيء وخاصة المياه".
وأشار إلى "ضرورة أن تتنبه الحكومة لفصل الصيف، الذي يحتاج إلى تخصيصات إضافية للمشاريع الخدمية، وأن تتلافى أي أزمة خلاله".
ولم تنحصر أزمات العراق المرافقة لارتفاع درجات الحرارة بالكهرباء والماء فحسب، بل أنّ الوقود كذلك ترافقه أزمة تتصاعد تدريجيا مع ارتفاع درجات الحرارة، إذ إنّ محافظة ديالى تعاني اليوم من نقص كبير في الوقود وخاصة البنزين.