بين معارض ومؤيد على قاعدة حق تقرير المصير، تباينت آراء الشارع العراقي حول قضية استفتاء إقليم كردستان وانفصاله عن العراق، بعضهم يحلم بعراق موحد وآخرون يتمنون الخلاص من واقعهم عبر تحقيق الحلم الكردي بإقامة الدولة الكردية.
خطاب عمر (31 عاماً)، موظف مبيعات بشركة أدوية، يقول لـ"العربي الجديد": "ثلاثة أعوام من النزوح جعلتني أقول ليأخذ الأكراد دولتهم بعيداً عن ظلم الحكومة المركزية. ماذا يعني أن يكون العراق موحداً والقلوب متباغضة، لكن مصيرنا كنازحين يجعلني متخوفاً جداً على مصيرنا، كثيرون منّا لا يستطيعون العودة إلى مدنهم، وبالطبع لا يمكننا البقاء، لذلك أفكر جدياً بالهجرة خارج البلاد، هذا هو الحل الأمثل بالنسبة لي".
ويقول المدرس محمد النجماوي، لـ"العربي الجديد": "بالطبع الاستفتاء خطأ فادح بحق العراق، ودعاته ينفذون خارطة الشرق الأوسط الجديد، وهذا سيزيد عمق الخلافات ليس بين السياسيين بل بين مكونات الشعب العراقي. بالتأكيد ثمار هذا الاستفتاء ستكون مرة على الجميع والأخطار كثيرة، منها سيلحق بالأكراد الذين يعيشون في بغداد، سيتعرضون للمضايقة أو حتى إجبارهم على ترك بغداد، ومشاكل الحدود الإدارية لن تنتهي مطلقا".
ويضيف "عندما كان العراق شبه موحد جاءت فقرة في الدستور بما يسمى المناطق المتنازع عليها، والمناطق التي سيطر عليها الأكراد بعد إنهاء داعش فيها مثل سهل نينوى وأقضية ونواحي تابعة إداريا للموصل، وهي الآن تحت سيطرة الأكراد. الخطأ في هذا الاستفتاء هو تمزيق العراق وإضعافه فوق ضعفه، وتقوية النفوذ الإيراني في المناطق السنية التي تمتد جغرافياً إلى سورية، لذلك أنا ضد تمزيق وحدة العراق ولو أن العاطفة تغلبنا أحيانًا ونقول ليكن الخلاص من بطش المليشيات وإعلان الانفصال عن حكمهم الجائر".
وختم بالقول "على العموم التقسيم ماض شئنا أم أبينا، والآن نحن في وضع صعب جداً، لأن مصير أهل السنة مجهول. أنا ضد تقسيم العراق من منطلق العقل والمنطق".
وتقول الناشطة المدنية بان الصميدعي: "إنّ استفتاء كردستان العراق هو نتيجة حتمية لحكومة المحاصصة والطائفية والعنصرية، فالمتابع لنشأة الحكومات المقيتة بعد 2003 ومع إقرار الدستور الأعمى ومع التقسيمات الطائفية لإدارة الدولة لا نستبعد هكذا إجراء بخسارة أجزاء عزيزة علينا من وطننا الحبيب".
وتشير إلى أن "أرقى الديمقراطيات في العالم هي من تمتلك أقاليم ضمن هيكلية بناء الدولة ولكن بشكل قانوني وليس عشوائياً، القادة الأكراد اجتزأوا أراضٍ ليست من ضمن جغرافيتهم، فهم لهم أربيل ودهوك والسليمانية فقط، أما الباقي فهي تعود إلى محافظاتها والتي هي جزء من العراق، مثل هذه الأمور تجعلنا نسأل لماذا التغيير بعد 2003، ولماذا تجزأ العراق وأصبح يباع أجزاء في مزاد الخونة".
المتقاعد في وزارة الزراعة، الدكتور سعدي محمد العلوي (70 عاماً)، يرى أن من حق أي مجموعة قومية أو دينية أو طائفية معينة تقرير مصيرها بإنشاء وطن لها، ولكن لهذا المشروع مستلزمات يجب توفرها ليكون هذا المشروع ناجحاً ومفيداً لأبنائه، على سبيل المثال إخوتنا الأكراد في شمال العراق توفرت لهم جميع مستلزمات العيش الرغيد، برلمان وحكومات محلية وتخصيص جزء من موارد العراق لهم إضافة إلى تمثيلهم بالبرلمان بنحو 65 عضواً، وبإسناد عدة وزارات سيادية أو ثانوية لهم".
اقــرأ أيضاً
لكنه يسأل "هل تمتعت بقية المحافظات بمميزات أكثر من المحافظات الكردية؟ مادية أو معنوية؟ هل ظلم إخواننا الكرد من نواحي معينة مقارنة بالعرب أو التركمان؟ الجواب كلا".
ويرى أن "العراق يمر بظرف المعركة مع داعش الذي استولى على مناطق عديدة بعد يونيو/حزيران 2014، واستمرت معارك التحرير حتى اليوم، لذا الوقت غير مناسب لطرح الانفصال الآن، وخير برهان على ذلك عدم موافقة الكثير من الدول، خصوصاً الكبرى كالولايات المتحدة وانكلترا وفرنسا إضافة إلى دول الجوار تركيا وإيران وسورية، وحتى المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والجامعة العربية وغيرها أكدت رفضها لهذا المشروع".
ويتابع "دول كبرى كالولايات المتحدة والصين والهند وماليزيا وغيرها تتكون من مجموعات أو شعوب متنوعة المعتقدات والطوائف والأديان والقوميات تعيش باحترام وتعاون، ويسود بينها التفاهم والتعاون والمحبة، في ماليزيا يعيش المسلم والبوذي والمسيحي متحابين، ولا أعلم لماذا يفكر إخوتنا الأكراد بالانفصال الآن بالرغم من ارتباط العرب والكرد بعلاقات اقتصادية وثقافية ومصاهرة متينة".
آدم علي، رجل الأعمال من محافظة بابل، يقول: "أؤيد الانفصال في المحافظات الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك، أما كركوك وبعض الأقضية والنواحي في ديالى والمناطق المتنازع عليها فتبقى تحت سيطرة الحكومة الاتحادية على أرض عراقية وليست كردية".
أما أم موسى زنكنه، من سكان بغداد، فتقول لـ"العربي الجديد": "لست مع الانفصال، لأننا لا نستطيع ترك بغداد. ترعرعنا في عاصمتنا الحبيبة ولا أتخيل أني أعيش بعيدة عنها، في الوقت ذاته أشعر بالخوف من التهديدات التي يتحدث عنها الإعلام الحكومي، وبالامتعاض من كمية الشتائم والسباب التي تنال من قوميتنا الكردية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجعلني أخشى مما لا تحمد عقباه على أرض الواقع".
المهندس الزراعي أحمد الجبوري (32 عاماً)، يقول: "إن الاستفتاء شيء غير صحيح، نحن لا نرغب أن ينفصل أي جزء من العراق. كان عليهم أن ينتظروا حتى تحرير مدينة الحويجة لكي يحصلوا على نسبة أعلى من الأصوات. في مدينتي كركوك كانت نسبة المشاركة 23 في المائة، حتى أن بعض الكرد صوتوا بلا، فضلاً عن أن العرب والتركمان لم يصوتوا أصلا".
ويتابع "كأي مواطن عراقي أرفض الانفصال، خاصة أن الموضوع عبارة عن ضغط على حكومة بغداد لكسب مصالح، كون مسعود البرزاني منتهي الولاية ويريد البقاء في السلطة على حساب دماء الأبرياء من الشعب الكردي".
ويختصر الأستاذ في جامعة الأنبار الدكتور مجاهد البكر حديثه لـ"العربي الجديد" بالقول: "الاستفتاء مرفوض لأسباب أهمها أن الكرد لن يذهبوا إلى دولتهم بمحافظاتهم الثلاث، وإنما يريدون أن يستقطعوا شمال ديالى وشرق الموصل وجزءاً من صلاح الدين ومحافظة كركوك بالكامل. الدولة الكردية إن قامت ستكون متنفس دولة اليهود في المنطقة".
اقــرأ أيضاً
خطاب عمر (31 عاماً)، موظف مبيعات بشركة أدوية، يقول لـ"العربي الجديد": "ثلاثة أعوام من النزوح جعلتني أقول ليأخذ الأكراد دولتهم بعيداً عن ظلم الحكومة المركزية. ماذا يعني أن يكون العراق موحداً والقلوب متباغضة، لكن مصيرنا كنازحين يجعلني متخوفاً جداً على مصيرنا، كثيرون منّا لا يستطيعون العودة إلى مدنهم، وبالطبع لا يمكننا البقاء، لذلك أفكر جدياً بالهجرة خارج البلاد، هذا هو الحل الأمثل بالنسبة لي".
ويقول المدرس محمد النجماوي، لـ"العربي الجديد": "بالطبع الاستفتاء خطأ فادح بحق العراق، ودعاته ينفذون خارطة الشرق الأوسط الجديد، وهذا سيزيد عمق الخلافات ليس بين السياسيين بل بين مكونات الشعب العراقي. بالتأكيد ثمار هذا الاستفتاء ستكون مرة على الجميع والأخطار كثيرة، منها سيلحق بالأكراد الذين يعيشون في بغداد، سيتعرضون للمضايقة أو حتى إجبارهم على ترك بغداد، ومشاكل الحدود الإدارية لن تنتهي مطلقا".
ويضيف "عندما كان العراق شبه موحد جاءت فقرة في الدستور بما يسمى المناطق المتنازع عليها، والمناطق التي سيطر عليها الأكراد بعد إنهاء داعش فيها مثل سهل نينوى وأقضية ونواحي تابعة إداريا للموصل، وهي الآن تحت سيطرة الأكراد. الخطأ في هذا الاستفتاء هو تمزيق العراق وإضعافه فوق ضعفه، وتقوية النفوذ الإيراني في المناطق السنية التي تمتد جغرافياً إلى سورية، لذلك أنا ضد تمزيق وحدة العراق ولو أن العاطفة تغلبنا أحيانًا ونقول ليكن الخلاص من بطش المليشيات وإعلان الانفصال عن حكمهم الجائر".
وختم بالقول "على العموم التقسيم ماض شئنا أم أبينا، والآن نحن في وضع صعب جداً، لأن مصير أهل السنة مجهول. أنا ضد تقسيم العراق من منطلق العقل والمنطق".
— خبر عاجل (@AjelNews24) ٢٥ سبتمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتقول الناشطة المدنية بان الصميدعي: "إنّ استفتاء كردستان العراق هو نتيجة حتمية لحكومة المحاصصة والطائفية والعنصرية، فالمتابع لنشأة الحكومات المقيتة بعد 2003 ومع إقرار الدستور الأعمى ومع التقسيمات الطائفية لإدارة الدولة لا نستبعد هكذا إجراء بخسارة أجزاء عزيزة علينا من وطننا الحبيب".
وتشير إلى أن "أرقى الديمقراطيات في العالم هي من تمتلك أقاليم ضمن هيكلية بناء الدولة ولكن بشكل قانوني وليس عشوائياً، القادة الأكراد اجتزأوا أراضٍ ليست من ضمن جغرافيتهم، فهم لهم أربيل ودهوك والسليمانية فقط، أما الباقي فهي تعود إلى محافظاتها والتي هي جزء من العراق، مثل هذه الأمور تجعلنا نسأل لماذا التغيير بعد 2003، ولماذا تجزأ العراق وأصبح يباع أجزاء في مزاد الخونة".
المتقاعد في وزارة الزراعة، الدكتور سعدي محمد العلوي (70 عاماً)، يرى أن من حق أي مجموعة قومية أو دينية أو طائفية معينة تقرير مصيرها بإنشاء وطن لها، ولكن لهذا المشروع مستلزمات يجب توفرها ليكون هذا المشروع ناجحاً ومفيداً لأبنائه، على سبيل المثال إخوتنا الأكراد في شمال العراق توفرت لهم جميع مستلزمات العيش الرغيد، برلمان وحكومات محلية وتخصيص جزء من موارد العراق لهم إضافة إلى تمثيلهم بالبرلمان بنحو 65 عضواً، وبإسناد عدة وزارات سيادية أو ثانوية لهم".
لكنه يسأل "هل تمتعت بقية المحافظات بمميزات أكثر من المحافظات الكردية؟ مادية أو معنوية؟ هل ظلم إخواننا الكرد من نواحي معينة مقارنة بالعرب أو التركمان؟ الجواب كلا".
ويرى أن "العراق يمر بظرف المعركة مع داعش الذي استولى على مناطق عديدة بعد يونيو/حزيران 2014، واستمرت معارك التحرير حتى اليوم، لذا الوقت غير مناسب لطرح الانفصال الآن، وخير برهان على ذلك عدم موافقة الكثير من الدول، خصوصاً الكبرى كالولايات المتحدة وانكلترا وفرنسا إضافة إلى دول الجوار تركيا وإيران وسورية، وحتى المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والجامعة العربية وغيرها أكدت رفضها لهذا المشروع".
ويتابع "دول كبرى كالولايات المتحدة والصين والهند وماليزيا وغيرها تتكون من مجموعات أو شعوب متنوعة المعتقدات والطوائف والأديان والقوميات تعيش باحترام وتعاون، ويسود بينها التفاهم والتعاون والمحبة، في ماليزيا يعيش المسلم والبوذي والمسيحي متحابين، ولا أعلم لماذا يفكر إخوتنا الأكراد بالانفصال الآن بالرغم من ارتباط العرب والكرد بعلاقات اقتصادية وثقافية ومصاهرة متينة".
آدم علي، رجل الأعمال من محافظة بابل، يقول: "أؤيد الانفصال في المحافظات الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك، أما كركوك وبعض الأقضية والنواحي في ديالى والمناطق المتنازع عليها فتبقى تحت سيطرة الحكومة الاتحادية على أرض عراقية وليست كردية".
أما أم موسى زنكنه، من سكان بغداد، فتقول لـ"العربي الجديد": "لست مع الانفصال، لأننا لا نستطيع ترك بغداد. ترعرعنا في عاصمتنا الحبيبة ولا أتخيل أني أعيش بعيدة عنها، في الوقت ذاته أشعر بالخوف من التهديدات التي يتحدث عنها الإعلام الحكومي، وبالامتعاض من كمية الشتائم والسباب التي تنال من قوميتنا الكردية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجعلني أخشى مما لا تحمد عقباه على أرض الواقع".
المهندس الزراعي أحمد الجبوري (32 عاماً)، يقول: "إن الاستفتاء شيء غير صحيح، نحن لا نرغب أن ينفصل أي جزء من العراق. كان عليهم أن ينتظروا حتى تحرير مدينة الحويجة لكي يحصلوا على نسبة أعلى من الأصوات. في مدينتي كركوك كانت نسبة المشاركة 23 في المائة، حتى أن بعض الكرد صوتوا بلا، فضلاً عن أن العرب والتركمان لم يصوتوا أصلا".
ويتابع "كأي مواطن عراقي أرفض الانفصال، خاصة أن الموضوع عبارة عن ضغط على حكومة بغداد لكسب مصالح، كون مسعود البرزاني منتهي الولاية ويريد البقاء في السلطة على حساب دماء الأبرياء من الشعب الكردي".
ويختصر الأستاذ في جامعة الأنبار الدكتور مجاهد البكر حديثه لـ"العربي الجديد" بالقول: "الاستفتاء مرفوض لأسباب أهمها أن الكرد لن يذهبوا إلى دولتهم بمحافظاتهم الثلاث، وإنما يريدون أن يستقطعوا شمال ديالى وشرق الموصل وجزءاً من صلاح الدين ومحافظة كركوك بالكامل. الدولة الكردية إن قامت ستكون متنفس دولة اليهود في المنطقة".