العراق..العبادي يعلن استعداده للتنحي عن الحكم

16 فبراير 2016
أثارت دعوة العبادي إلى تغيير وزاري انتقاد الكتل السياسيّة(Getty)
+ الخط -
وضع رئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي نفسه في حرج كبير؛ جراء توجهه إلى إجراء تغيير وزاري جوهري، بعدما طالبت الكتل السياسيّة أن يشمل التغيير رئيس الحكومة وليس الوزراء، الأمر الذي دفعه (العبادي) إلى إعلان استعداده للتنحي عن الحكم.

وقال العبادي، في حديث متلفز، إنّه "متمسّك بإجراء التغيير الوزاري الجوهري والشامل، والذي قد يطاول الحكومة بأكملها"، مؤكّداً أنّه لن يستطيع "الاستمرار في الإصلاحات بحكومة ووزراء يتبعون الأحزاب".

وشدّد بالقول، إنّني "مستعد لترك المنصب ولست متمسكاً به، كما أنّني لا أتهرب من المسؤوليّة، وإذا أرادوا التغيير الكامل فأنا مستعد لذلك"، محذّراً من "تجاهل الكتل السياسيّة والبرلمان خطوات التغيير، الأمر الذي يدفع باتجاه الصراع معهم".

من جهتها، دعت النائبة عن "دولة القانون"، حنان الفتلاوي، إلى أنّ "يكون التغيير للحكومة بشكل كامل مع رئيسها".

وقالت الفتلاوي، في بيان صحافي، إنّ "أيّ تغيير جزئي لبعض الوزراء يقدم عليه العبادي يعدّ استمراراً للفشل الذي علّق على شمّعة الإصلاحات، وهو جزء من سياسة الإلهاء والتخدير الذي تمارسه الحكومة لكسب الوقت من أجل الاستمرار بالحكم حتى نهاية فترتها".

وحذّرت، من "أيّ حلول ترقيعيّة لا تؤدي إلى حل، ويبقى الحال على ما هو عليه إذا لم ينحدر إلى الأسوأ"، مشدّدة على أن "يطاول التغيير حتى رئيس الحكومة، وأن تبنى الحكومة الجديدة على أسس صحيحة".

وعدّ الخبير السياسي، محمود القيسي، أنّ "العبادي وضع نفسه في حرج كبير من خلال قراراته المستعجلة ومحاولة تحقيقه شيئاً".

وقال القيسي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي صُدم من خلال مواقف بعض كتل تحالفه الوطني؛ وخصوصاً المجلس الأعلى الذي دعا إلى تغيير العبادي مع التغيير الوزاري، وتحرّكت جهات داخل التحالف إلى ضرب الأخير حفاظاً على مصالحها الحزبيّة والفئويّة".

ورجّح أنّ "تتفق كتل التحالف الوطني ضدّ العبادي وتعمل على إزاحته من الحكم في حال استمر بمحاولة إجراء التغيير الوزاري، الأمر الذي سيدفع العبادي إلى القبول بالتراجع عن أيّ تغيير مقابل بقائه على رأس السلطة".

وأثارت دعوة العبادي لإجراء تغيير وزاري جوهري انتقاد الكتل السياسيّة المشتركة بالحكومة، والتي أعربت عن تأييدها للإصلاح الشامل الذي يشمل الحكومة بشكل كامل.

وأشار رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، عمّار الحكيم، صراحة، وهو من أكبر حلفاء العبادي داخل "التحالف الوطني"، إلى رغبته في أن يطاول التغيير رئيس الوزراء، فيما قدّم زعيم "التيار الصدري" ورقة إصلاحات جديدة تتعارض مع إصلاحات العبادي، ليحتدم الصراع داخل كتل التحالف الوطني مع رئيس الوزراء.

اقرأ أيضاً: العبادي يدعو إلى تغيير وزاري ويطالب البرلمان بدعمه

المساهمون