انتقد عدد من القيادات في حزب "العدالة والتنمية" المغربي ما ورد على لسان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني (برلمان الحزب)، خلال أول خروج إعلامي له في قناة ميدي 1 تيفي الإخبارية.
وقدم العثماني خلال مروره بالقناة المذكورة روايته لتشكيل الحكومة بعد إعفاء عبد الإله بنكيران من طرف العاهل المغربي، وقال إن تشكيلها بسرعة كان مطلباً حاسماً، وبأنه استطاع أن يشكلها بالنظر إلى تقديم تنازلات من جميع الأطراف لتغليب مصلحة الوطن.
واعتبر عبد العالي حامي الدين، القيادي في الحزب، والذي يقود الحكومة، في تدوينة له في صفحته على "فيسبوك"، أن "اجتزاء العثماني للوقائع عن سياقاتها، واستحضار معطيات وإخفاء أخرى هي محاولة مكشوفة لتحويل التنازلات إلى انتصارات".
وحول حديث العثماني بشأن موافقة الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية" على دخول حزب "الاتحاد الاشتراكي" إلى الحكومة، بعد طول رفض من بنكيران لمشاركة هذا الحزب، قال حامي الدين إن هذا "نوع من التدليس الذي يؤدي إلى التضليل".
وتابع القيادي ذاته بأنه "من باب الشهادة أمام الله، ورفعاً لأي التباس بأن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لم تتخذ قراراً بإدخال الاتحاد الاشتراكي، ولو اتخذت قراراً واضحاً لأصدرت فيه بياناً واضحاً بكل شجاعة، كما اعتادت على ذلك".
وأكد المتحدث أن "الحقيقة أن الأمانة العامة وضعت أمام الأمر الواقع، ووضعت أمام معطيات لم تكن على علم بها أثناء اجتماع المجلس الوطني، وأنه تم فرض الاتحاد الاشتراكي على العثماني وقبل هو هذا الشرط، ونقل إلى الأمانة العامة ما مفاده أن الحكومة إما أن تكون بالاتحاد الاشتراكي أو لا تكون".
من جهتها، اعتبرت القيادية في الحزب الأغلبي أمينة ماء العينين، أن تصريحات العثماني تتضمن إيذاء لمناضلي العدالة والتنمية، وقالت "الشعب حزين لتغييب بنكيران القسري، المناضلون لا يزالون تحت وقع الصدمة، ويخرج إخواننا ليمعنوا في إيذائنا".
وتابعت ماء العيني قائلة "رفقا بنا وبأخيكم وأمينكم العام، والذي اختار الصمت، واختار الترفع على ذاته، وبفضله مر المجلس الوطني، وبفضله حسم النقاش داخل الفريق النيابي لمساندة الحكومة"، في إشارة إلى بنكيران.