تتوجه الصحافية نجلاء نجم نحو تعلم اللغة العبرية داخل مدينة غزة، رغم افتقار القطاع إلى منهاج يُعلم لغة الاحتلال الإسرائيلي، ساعية أولاً إلى التعمق في فهم تاريخ القضية الفلسطينية، عبر الاطلاع على الرسائل التي تُوجّه عبر إعلام العدو، وثانياً إلى تعزيز فرصها بالحصول على عمل.
نجلاء نجم ليست الوحيدة، إذ يبدو أن هناك توجهاً من قبل الصحافيين نحو تعلّم العبرية، لرفع فرص إيجاد عمل في مجال الإعلام، خاصة في ظل البطالة التي تجتاح هذا القطاع.
نجم طالبة في قسم الصحافة في "جامعة الأقصى" في غزة، وتعمل في مجال الكتابة بالشؤون الفلسطينية والإنسانية. لديها قناعة بأن رغبتها في تعلم العبرية تزداد مع الرسائل التي ينشرها الإعلام الإسرائيلي على صعيد دولي محاولاً قلب الحقائق وإنكار أي حقوق للشعب الفلسطيني وتبديد حقيقة أن إسرائيل دولة احتلال.
وترى الصحافية أن غزة تفتقر إلى عددٍ كافٍ من المترجمين الذين يتقنون اللغة العبرية. وتقول لـ "العربي الجديد"، إن "هناك ضعفاً في فهم حرب المصطلحات، فالحرب بيننا وبين إسرائيل تحتاج إلى التركيز على عملية الترجمة والابتعاد عن ترجمة النصوص التي قد تقلب الحقائق، وهذا بالنسبة إليّ دافع أقوى لتعلم العبرية".
وتريد نجم أن تعتمد على نفسها في ترجمة المقالات والأخبار العبرية، محاولة الابتعاد عن المصادر التي قد تفعل ذلك بشكل لا يعي ماهية الرسائل المنقولة عن إعلام الاحتلال ومدى خدمتها رواياته. وترى أن درجة الوعي لدى الصحافي الفلسطيني تكمن في كيفية "خلق رسائل مضادة".
سياقٌ آخر يدفع الصحافية الفلسطينية إلى تعلم العبرية، إذ تعتبره إسهاماً في "تعزيز مهارة الصحافي، خاصة عند الحديث عن إتقانه لغة صراع مستمر تتزامن مع أحداث متتالية ومرتبطة برسائل إسرائيلية مستمرة، ما من شأنه خلق صحافي مدرك وواعٍ للأحداث السياسية كلها، بعيداً عن الإشاعات والأكاذيب".
اقــرأ أيضاً
الصحافي عبد العزيز نعمان خضع لدورات تدريبية في تعلم اللغة العبرية في مدينة غزة. ويعتبر نعمان أنها خطوة مهمة في مجال عمله الذي يتطلب منه الاطلاع الدائم على ما يرد عن الإعلام العبري. يقول لـ "العربي الجديد" إنه يريد الاعتماد على نفسه في ترجمة ما يصدر عن إعلام الاحتلال في ظل غياب الثقة بمصادر الترجمة الأخرى.
ويمتد دافعه إلى حد توسيع مداركه في مجال الصحافة، من خلال إتقانه مجال الكتابة باللغة العبرية والعمل بها، ما قد يجذب الوكالات والمواقع الإخبارية، وفق ما يقوله نعمان.
مدير "مركز نفحة لدراسات الأسرى والشؤون الإسرائيلية"، أحمد الفليت، يقول لـ "العربي الجديد"، إن "المركز ينظم دورات تعليمية للغة العبرية في غزة في محاولة لتعويض الفقر بهذا الجانب داخل القطاع"، مضيفاً أنه يستقبل نحو 600 طالب سنوياً، نصفهم تقريباً من الصحافيين وطلاب الإعلام.
يبيّن الفليت أن هذا التوجه من الصحافيين لتعلم العبرية يحمل دافعين: الأول لإيجاد فرصة عمل والثاني أن بعضهم يهتم بالشأن الإسرائيلي ويرغب في اطلاعه الدائم على الأخبار الصادرة عن الاحتلال. ويؤكد أن "غزة تعاني فقراً في ترجمة ما يصدر عن الإعلام العبري، إذ لا يترجم سوى 2 في المائة من هذا المحتوى يومياً".
وكانت بيانات "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" قد ذكرت في آخر إحصاءات أن معدلات البطالة بين الأفراد من سن 20 إلى 29 سنة والحاصلين على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس عام 2017، ارتفعت إلى 56 في المائة، بواقع 41 في المائة في الضفة الغربية، و73 في المائة في قطاع غزة.
وذكرت البيانات أيضاً أن نسبة البطالة في صفوف خريجي الصحافة والإعلام في فلسطين وصلت إلى 45 في المائة. كما يحتاج الخريج منهم إلى 18 شهراً في المتوسط للحصول على وظيفة في مجاله، لكن هذا الوقت لا ينطبق على الخريجين في غزة، وفق ما عاينت "العربي الجديد".
وتُخرّج الجامعات الفلسطينية ما يتراوح بين 15 و18 ألف خريج سنوياً من مختلف المؤسسات التي يقدر عددها بنحو 30 مؤسسة تعليم عالٍ تمنح درجات علمية متفاوتة تبدأ من الدبلوم المتوسط وانتهاء بدرجة الدكتوراه، في وقتٍ لا يتم استيعاب سوى عدد بسيط من هؤلاء في سوق العمل.
وتعيش غزة "حالة إشباع في سوق العمل في مجال الصحافة"، رغم أنها "تعد منطقة صراع وتستقطب عمل الشركات الإعلامية"، وفق تصريحات نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، لـ "العربي الجديد".
نجم طالبة في قسم الصحافة في "جامعة الأقصى" في غزة، وتعمل في مجال الكتابة بالشؤون الفلسطينية والإنسانية. لديها قناعة بأن رغبتها في تعلم العبرية تزداد مع الرسائل التي ينشرها الإعلام الإسرائيلي على صعيد دولي محاولاً قلب الحقائق وإنكار أي حقوق للشعب الفلسطيني وتبديد حقيقة أن إسرائيل دولة احتلال.
وترى الصحافية أن غزة تفتقر إلى عددٍ كافٍ من المترجمين الذين يتقنون اللغة العبرية. وتقول لـ "العربي الجديد"، إن "هناك ضعفاً في فهم حرب المصطلحات، فالحرب بيننا وبين إسرائيل تحتاج إلى التركيز على عملية الترجمة والابتعاد عن ترجمة النصوص التي قد تقلب الحقائق، وهذا بالنسبة إليّ دافع أقوى لتعلم العبرية".
وتريد نجم أن تعتمد على نفسها في ترجمة المقالات والأخبار العبرية، محاولة الابتعاد عن المصادر التي قد تفعل ذلك بشكل لا يعي ماهية الرسائل المنقولة عن إعلام الاحتلال ومدى خدمتها رواياته. وترى أن درجة الوعي لدى الصحافي الفلسطيني تكمن في كيفية "خلق رسائل مضادة".
سياقٌ آخر يدفع الصحافية الفلسطينية إلى تعلم العبرية، إذ تعتبره إسهاماً في "تعزيز مهارة الصحافي، خاصة عند الحديث عن إتقانه لغة صراع مستمر تتزامن مع أحداث متتالية ومرتبطة برسائل إسرائيلية مستمرة، ما من شأنه خلق صحافي مدرك وواعٍ للأحداث السياسية كلها، بعيداً عن الإشاعات والأكاذيب".
الصحافي عبد العزيز نعمان خضع لدورات تدريبية في تعلم اللغة العبرية في مدينة غزة. ويعتبر نعمان أنها خطوة مهمة في مجال عمله الذي يتطلب منه الاطلاع الدائم على ما يرد عن الإعلام العبري. يقول لـ "العربي الجديد" إنه يريد الاعتماد على نفسه في ترجمة ما يصدر عن إعلام الاحتلال في ظل غياب الثقة بمصادر الترجمة الأخرى.
ويمتد دافعه إلى حد توسيع مداركه في مجال الصحافة، من خلال إتقانه مجال الكتابة باللغة العبرية والعمل بها، ما قد يجذب الوكالات والمواقع الإخبارية، وفق ما يقوله نعمان.
مدير "مركز نفحة لدراسات الأسرى والشؤون الإسرائيلية"، أحمد الفليت، يقول لـ "العربي الجديد"، إن "المركز ينظم دورات تعليمية للغة العبرية في غزة في محاولة لتعويض الفقر بهذا الجانب داخل القطاع"، مضيفاً أنه يستقبل نحو 600 طالب سنوياً، نصفهم تقريباً من الصحافيين وطلاب الإعلام.
يبيّن الفليت أن هذا التوجه من الصحافيين لتعلم العبرية يحمل دافعين: الأول لإيجاد فرصة عمل والثاني أن بعضهم يهتم بالشأن الإسرائيلي ويرغب في اطلاعه الدائم على الأخبار الصادرة عن الاحتلال. ويؤكد أن "غزة تعاني فقراً في ترجمة ما يصدر عن الإعلام العبري، إذ لا يترجم سوى 2 في المائة من هذا المحتوى يومياً".
وكانت بيانات "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" قد ذكرت في آخر إحصاءات أن معدلات البطالة بين الأفراد من سن 20 إلى 29 سنة والحاصلين على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس عام 2017، ارتفعت إلى 56 في المائة، بواقع 41 في المائة في الضفة الغربية، و73 في المائة في قطاع غزة.
وذكرت البيانات أيضاً أن نسبة البطالة في صفوف خريجي الصحافة والإعلام في فلسطين وصلت إلى 45 في المائة. كما يحتاج الخريج منهم إلى 18 شهراً في المتوسط للحصول على وظيفة في مجاله، لكن هذا الوقت لا ينطبق على الخريجين في غزة، وفق ما عاينت "العربي الجديد".
وتُخرّج الجامعات الفلسطينية ما يتراوح بين 15 و18 ألف خريج سنوياً من مختلف المؤسسات التي يقدر عددها بنحو 30 مؤسسة تعليم عالٍ تمنح درجات علمية متفاوتة تبدأ من الدبلوم المتوسط وانتهاء بدرجة الدكتوراه، في وقتٍ لا يتم استيعاب سوى عدد بسيط من هؤلاء في سوق العمل.
وتعيش غزة "حالة إشباع في سوق العمل في مجال الصحافة"، رغم أنها "تعد منطقة صراع وتستقطب عمل الشركات الإعلامية"، وفق تصريحات نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، لـ "العربي الجديد".