نفى المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مشاركة دول عربية في التحالف الدولي لتنفيذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم "داعش"، وأوضح بيان صدر عن مكتب العبادي أنَّ "موافقة مبدئية تمنح من قبل العراق للدول المشاركة في التحالف قبل تنفيذ الضربات ضد مواقع "التنظيم".
وقال المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء سعد الحديثي في تصريح صحافي، إن "الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" تحصل على موافقة مبدئية من العراق قبل الشروع بتنفيذ ضرباتها الجوية". لافتاً إلى أن "َضربات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" تتم من الناحية اللوجستية بناء على إحداثيات ومعلومات بالتنسيق مع الجانب العراقي".
اقرأ أيضاً: العراق: مقتل "والي كركوك" في "داعش" بغارة جوية للتحالف
ويرى خبراء ومحللون أنَّ نفي العبادي مشاركة دول عربية في الطلعات الجوية ضد مواقع التنظيم يأتي لطمأنة المليشيات المسلحة التي تتألّف منها قوات الحشد الشعبي التي تقاتل "داعش" في مختلف قواطع العمليات، بعد اعتراض العديد من قادة المليشيات على مشاركة طيارين عرب في التحالف.
وقال الخبير العسكري جاسم الدليمي لـ"العربي الجديد" إنَّ "تصريحات العبادي تأتي في إطار طمأنة قادة المليشيات المسلحة والحشد الشعبي بعد رفض الكثير منهم التوجه نحو عدد من المناطق التي يشنّ فيها التحالف الدولي غارات على تنظيم "الدولة".
وبيّن أن "قادة المليشيات يتهمون التحالف الدولي باستهدافهم لمنع تقدّمهم نحو المدن التي يسيطر عليها "داعش"، رافضين مشاركة أية دولة عربية في الطلعات الجوية ضد التنظيم في أكثر من مناسبة في محاولة للاستحواذ على قواطع العمليات والأجواء".
وكشف الدليمي أنَّ "قادة الحشد الشعبي الذي يتألف من عدة مليشيات مسلحة رفضوا علناً حتى مشاركة الطيران الأميركي في الطلعات الجوية ضد التنظيم، للإبقاء على الأجواء تحت سيطرة الطيران الإيراني فقط، وهي محاولة لابتلاع الأرض والأجواء العراقية من قبل إيران".
ويتهم قادة الحشد الشعبي طيران التحالف الدولي بمنعهم من التقدّم نحو المدن التي يسيطر عليها التنظيم، متهمين التحالف بتوجيه ضربات جوية لمواقع القوات العراقية المشتركة.
وذكر مصدر عسكري في الحشد الشعبي أنَّ "قيادات الحشد ترفض مشاركة الدول عربية في التحالف، فلا توجد ثقة بالطيارين العرب الذين من الممكن أن يستهدفوا القوات العراقية".
وبيّنت المصادر أن "قادة الحشد الشعبي لا يثقون حتى بالطيران الأميركي، بعد أن نفذ عدة ضربات جوية استهدفت مواقع القوات العراقية المشتركة، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في معارك تكريت وسامراء والأنبار".
ويعزو محللون رفض قادة الحشد الشعبي مشاركة عربية في التحالف الدولي إلى ضغوط إيرانية شديدة على الحكومة العراقية في محاولة للاستحواذ على الأجواء العراقية لصالح الطيران الإيراني، تمهيداً لابتلاع المناطق التي تتم استعادة السيطرة عليها من قبل القوات العراقية.
اقرأ أيضاً: تشاؤم من قدرة العراق على تجاوز أزماته العاصفة
وقال المحلل الأمني السابق عبد الجبار العبيدي إن "رفض قادة الحشد الشعبي لمشاركة عربية ضد "داعش" لم يكن خوفاً من استهداف قواتهم من قبل الطيارين العرب، بل بسبب الضغوط الإيرانية للسيطرة على الأجواء والتمدّد نحو الحدود الأردنية من جهة الرطبة غرب الأنبار والحدود السعودية جنوبها في منطقة النخيب بمحاذاة السعودية، ومشاركة دول عربية في التحالف يمكن أن توقف زحف الحشد الشعبي الذي تدعمه إيران بكل قوة".
وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي قد كشف خلال تصريح صحافي أنَّه "يمتلك معلومات دقيقة حول تعاون بين "داعش" وطيارين عرب مشاركين في التحالف لضرب مواقع الجيش والحشد الشعبي وبعلم التحالف الدولي" على حد قوله.
اقرأ أيضاً: العراق: مقتل "والي كركوك" في "داعش" بغارة جوية للتحالف