أكد مصدر حكومي في إقليم كردستان العراق، اليوم الإثنين، أن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، وصل صباح اليوم، على رأس وفدٍ حكومي، إلى أربيل، في أول زيارةٍ منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية.
وذكرت وزارة داخلية إقليم كردستان، في بيانٍ لها، أن "العبادي سيبحث مع مسؤولي إقليم كردستان، عدداً من القضايا، مثل تحرير مدينة الموصل من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إضافةً إلى بحث الخلافات بين الجانبين"، مشيرةً إلى أن "رئيس الإقليم مسعود البارزاني استقبله في مطار أربيل الدولي".
ومن الملفات الخلافية العالقة التي ستطرح للنقاش، خلال زيارة العبادي إلى أربيل، حصة إقليم كردستان من الميزانية العراقية، والتي يتّهم الجانبان بعضهما البعض بعدم الإيفاء بما تم الاتفاق عليه رسمياً نهاية العام الماضي، فيما أطلق عليه اتفاق النفط والموازنة بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان.
إلى ذلك، هناك قضايا أخرى يرغب الأكراد في الحصول على التزام من العبادي بشأنها، مثل تقديم المساعدات لما يزيد على مليون نازح عراقي من مناطق مختلفة موجودين في إقليم كردستان، يعجز الإقليم عن توفير المساعدات والخدمات لهم.
وضمن الملف المالي والأمني، سيكون تسليح قوات "البشمركة" من قبل الحكومة العراقية، إضافة إلى منحة المليار دولار التي وعدت حكومة العبادي، في اتفاق الجانبين بتقديمها، من بين المواضيع التي يرغب إقليم كردستان في طرحها للنقاش.
ويعمل المسؤولون الأكراد على تعويض ما يصفونه بإهمال متعمّد من بغداد لموضوع تسليح قوات "البشمركة"، عبر مخاطبة الدول المختلفة لمدهم بالسلاح، وآخرها كانت مع فرنسا.
وتقول قيادات "البشمركة" إنها تمكنت من استعادة زمام المبادرة في القتال ضد تنظيم داعش، وتحولت من وضع الدفاع إلى الهجوم.
وذكر بيان لحكومة الإقليم، اطلع عليه "العربي الجديد"، أنّ وزير البشمركة مصطفى سيد قادر، أبلغ مجلس وزراء حكومة الإقليم، بنجاح البشمركة في استعادة 95 بالمائة من الأراضي التي كانت فقدتها في القتال مع مسلحي "داعش" في الفترة الماضية.
وبعيداً عن الأجندة والمواضيع المطروحة للنقاش بشكل معلن، تحاول الحكومة العراقية، وبإلحاح، أن تقنع سلطات إقليم كردستان بتسليمها عدداً من الأشخاص، تقول إنهم مطلوبون في قضايا مختلفة، وهم من أهالي المحافظات السنية، فيما يعتبرهم الإقليم نازحين قبلت بإيوائهم، ومن الأسماء التي علم "العربي الجديد" بمطالبة السلطات العراقية بتسليمهم إياها مفتي العراق، رافع الرافعي، والكثير من الأسماء الأخرى.
ومقابل هذه المطالبات من بغداد، سيكون لدى الأكراد ملفات ستطرح على العبادي، منها قيام الحكومة العراقية بتأسيس تشكيلات مسلحة تابعة للحشد الشعبي في المناطق المتنازع عليها، وتضم الأكراد حصراً، مثل تلك الأفواج التي أسستها للأيزديين في سنجار، والتي تقوم حكومة العبادي بدفع رواتب المئات من عناصرها منذ أشهر، الأمر الذي أغضب سلطات إقليم كردستان، التي اعتبرت ذلك التفافاً على الإقليم ومحاولة إقحام تشكيلات الحشد الشعبي في مناطق إقليم كردستان وعلى تخومها.
اقرأ ايضاً: العراق: العبادي يتوجه إلى كردستان لبحث سبل القضاء على داعش