وفي ما بدا إشارة واضحة إلى مدى عمق التحالف السعودي التركي، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنفسه الملك السعودي في مطار العاصمة التركية أنقرة، ومن ثم أقله من المطار بسيارته إلى القصر الرئاسي، وذلك في أمر نادر، إذ لا يخرج أردوغان عادة لاستقبال رؤساء الدول في المطار، بل عادة ما يتولى ذلك وزير الخارجية التركي.
ويرافق العاهل السعودي في زيارته وفد كبير، حيث ستتناول المباحثات بين الطرفين تعزيز التعاون على مختلف الأصعدة، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري، وكذلك توحيد وجهات النظر في ما يخص ملفات السياسة الخارجية في المنطقة. وبالذات في ما يخص الأزمة السورية، حيث يتشارك الطرفان الموقف ذاته من النظام السوري لضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وسيتم تقييم الجهود المبذولة برعاية الأمم المتحدة من خلال المفاوضات السورية التي ستعقد جولتها الثالثة بعد أيام في مدينة جنيف السويسرية، وكذلك دعم الجيش السوري الحر وبقية مجموعات المعارضة المسلحة التي تحارب كلاً من النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية، "داعش".
وتأتي زيارة العاهل السعودي إلى أنقرة، بعد الزيارة التي قام بها إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث من المنتظر أن تكون العلاقات التركية المصرية أيضاً على طاولة الحوار، بعد أن أدت الضغوط والوساطات السعودية إلى تليين موقف الإدارة التركية من نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لناحية قبول رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو التعاون مع النظام المصري على مستوى الوزراء فقط، حيث سيحضر وزير الخارجية المصري سامح فهمي إلى قمة منظمة المؤتمر الإسلامي لتسليم قيادة القمة إلى الإدارة التركية.
وتعيش العلاقات السعودية التركية تقارباً واضحاً بعد وصول الملك سلمان إلى الحكم، وبالذات بعد رفع العقوبات الدولية عن إيران، في إطار الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى.
وسبق العاهل السعودي إلى أنقرة وفد سعودي مكون من 300 موظف، الأسبوع الماضي، للتحضير للزيارة.