العالِم "الجاهل"!

09 ابريل 2015
رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، خالد طوقان (فرانس برس)
+ الخط -
لا أحد يستطيع أن ينكر على رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، الدكتور خالد طوقان، أنه عالم، بل عالم بارع، فالسيرة الذاتية للرجل تشير إلى أنه أفنى جزءاً كبيراً من حياته في الدراسة الأكاديمية في أرقى الجامعات والمعاهد العالمية، وكذلك في البحث العلمي الذي لم تمنعه المناصب الرسمية التي تقلدها خلال الخمس عشرة سنة الماضية عن مواصلته. لكن العالم المتخصص في الهندسة النووية، المؤتمن على البرنامج النووي الأردني الذي بات مشروعاً إشكالياً، تطارده الاتهامات التي تصل حد اتهامه بالجهل.

طوقان العالم المشهور بطوله الفارع، ونبرة صوته العميقة، يجد نفسه منذ سنوات في موقع المدافع عن برنامجه النووي الذي أصبح جزءا من استراتيجية الطاقة الأردنية، في مواجهة العديد من معارضي المشروع من الرسمين والشعبيين والخبراء وأنصار البيئة، لكن أغرب المعارضين أولئك الذين يعارضون البرنامج لشخص العالم الجدلي.

خلال المحاججة بين العالِم المتحمس لبرنامجه، والعلماء وخبراء البيئة الرافضون للبرنامج، يكون النقاش ذا قيمة، ويعزز في قناعة المتابعين أو يغير فيها، ويكون الحوار في منتهى الأدب واللباقة بين مختلفين حد الخصومة، فكل طرف يدلي بحجته التي صاغها على أسس علمية ومعرفية، وتحليل عميق للمخاطر المتربصة أو المنافع المنتظرة. لكن يحدث العكس عندما يدخل العالم قفص النواب، الذي دخله مؤخراً بعد أن أحيل وبرنامجه إلى لجنة تحقيق نيابية تحقق في مجمل ملف الطاقة الأردنية.

في مجلس النواب الأردني يوجد معارضون كثر للبرنامج النووي، لكن لا يوجد خبراء في الطاقة النووية، ولذلك يجلس العالم اليوم في لجنة التحقيق متهماً تحت قبة المجلس بالجهل وعدم المعرفة بالاختصاص والكذب والفساد والعبث، ليدافع عن علمه ومعرفته في معرض دفاعه عن برنامجه النووي. كثر موجودون اليوم في صف المعارضين للبرنامج النووي، وهناك جزء من المعارضة تتأرجح اليوم عندما نشاهد العالِم المتهم يحول لجنة التحقيق إلى درس تثقيفي للمتنطحين للمعارضة من دون معرفة، يشرح خلالها ويفسر لهم بناء على طلبهم المصطلحات العلمية، ويبسط ما يطرحه حتى يسهل فهمه.
طوقان عالِم فاتركوا معارضته للعلماء.
المساهمون