العارية في قبرها

25 مارس 2014
عمل لـ وسام الجزائري / سوريا
+ الخط -
الزهرةُ البريةُ التي ألمحُها على وجهك،

كيف لي أن أقطِفَها بفمي

دون أن أتوحَّش؟

 

أحتاجُ إلى بضعةِ أوهام

ليكونَ الليلُ أقصر،

أفركُ يدي للمرّةِ الألف

قبل أن أفتحَها للمطر،

ففي الصباح

سأُهيّئ لجنازتي

كما أريدها

لا كما ستكون.

 

سقطت ورقةٌ واحدة،

لا أكثرَ ولا أقلَّ،

من الشجرة،

كنت أنظرُ إليها

كأنها كُلُّ شيءٍ جرى،

عرفت أنّ الريحَ الخفيفة،

أرادت لها أمراً،

مَنْ أنا لأدفع الريح بيدي؟

 

هنا

طيفُ تينا مودوتي (Tina Modotti

وضجرٌ، وماءٌ بارد،

أسطوانةٌ تُرِكَتْ لك،

وكاترين تُغنِّي بالإسبانية،

بينما "فانسان" يعزف جيداً للأشباح الماضية.

 

يدايَ داميتانِ

مِنَ الشوك،

يدايَ داميتان،

وأنا أنزف،

ما مِنْ أحدٍ بين النزيف وبيني!

 

الظبيُ الجريحُ/ يأكل من شفاهي/

الظبيُ الجريح/ يضعُ يدَهُ على شَعْري/ ويطير،

وما مِنْ أحدٍ يُخثِّر الدمَ بطرف إصبعه.

 

عليَّ أن أمضي،

دون أيِّ نظرة

إلى الضريح خلفي،

إنه لِمَنْ لم يَعْرِفْني

ولأحبتي، أيضاً.

 

لِيأخُذِ الكونُ ما يريدُ مني

من الضعفاء والفقراء،

ليأخذْ حياتي المطويّة

كورقة

بلا نَفْع،

في جيبِ

مَيِّتٍ رطبٍ ومُتصلِّب،

لكنْ، ليس عدْلاً

ليس عدلاً،

أن يربِطَ الطاغية

شريطَ حذائِهِ صباحاً،

بِيَدَينِ ليستا لَه.

 

* شاعرة من سوريا

دلالات
المساهمون