شنّت القوات العراقية بإسناد من الطيران، اليوم السبت، عملية أمنية واسعة لضبط سلاح العشائر في محافظة جنوبية، بينما يؤكد وجهاء أهمية العمل على نزع فتيل النزاعات العشائرية.
وقال مصدر عسكري في محافظة ميسان (جنوبي العراق) لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنية في المحافظة من قوات الرافدين بدأت فجر اليوم عملية أمنية في بلدتي الكحلاء والمجر الكبير بمحافظة ميسان، لتطهيرها من السلاح والعتاد الذي تمتلكه العشائر"، مبيناً أنّ "العملية نفذت بعدما أصبحت الخلافات العشائرية كبيرة جداً في المحافظة وخارجة عن السيطرة".
وأوضح أنّ "مجلس المحافظة خاطب القيادة العامة للقوات المسلحة بهذا الصدد، وطلب تنفيذ عمليات للسيطرة على السلاح، بعدما وردت معلومات عن أماكن خزن العشائر للأسلحة والعتاد المتوسط والخفيف، بكميات كبيرة جداً"، مشيراً إلى أنّ "القوات عثرت حتى الآن على مخازن كبيرة للسلاح، وقد بدأت بمصادرته".
وتشهد محافظة ميسان منذ نحو شهر نزاعات عشائرية كبيرة، تستخدم فيها العشائر أسلحة مختلفة، بينما لم تستطع القوات الأمنية السيطرة عليها، وضبطها، وسبق أن استعانت بقوات من بغداد، لكن النزاعات لا تكاد تهدأ حتى تعود من جديد.
من جهته، أكّد عضو في مجلس محافظة ميسان، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عشائر المحافظة تمتلك أسلحة أكثر مما تمتلكه القوات الأمنية، وأنّ هذا السلاح يعدّ مصدر تهديد لأمن المحافظة"، مبيناً أنّ "المجلس طلب من بغداد إرسال تعزيزات وقوات خاصة، لاستمرار عمليات التفتيش على السلاح وضبطه".
وأكد أنّ "الحل الوحيد للسيطرة على العشائر يكمن في نزع سلاحها، إذ إنّ السلاح إذا بقي بيدها لا تستطيع قوة منعها من النزاعات".
في المقابل، أكد الشيخ عذّال الساعدي، وهو أحد شيوخ المحافظة، أنّ "بعض عشائر المحافظة أبدت تعاوناً مع القوات الأمنية والحكومة المحلية، وهي تعمل حالياً على نزع فتيل النزاعات، ومصالحة العشائر المتنازعة".
وأكد الساعدي لـ"العربي الجديد" أنّ "السيطرة على أمن المحافظة تكمن في جانبين، الأول نزع السلاح والثاني عقد الصلح بين العشائر"، مشيراً إلى أنّ "جهوداً كبيرة تبذل حالياً للتقريب بين تلك العشائر، وأنّ الحكومة وفّرت لنا الدعم المطلوب للإصلاح".
يشار إلى أنّ السلاح المنفلت في المحافظات الجنوبية في العراق تسبب بأزمات ومشاكل عشائرية مستمرة، إذ لا تكاد تخلو محافظة من تسجيل حوادث يومية يذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من أبناء العشائر.